الناس سبع سنين، ثم أرسله، أصبحت به طائفة كافرين؛ يقولون: مطرنا بنوء المجدح «١» وقال ابن عباس فى قول الله جلّ وعزّ «وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ»
«٢»
أراد الأنواء والرزق ها هنا بمعنى الشكر أى تجعلون شكركم لله على ما رزقكم أن تنسبوا ذلك الرزق إلى الكواكب. فمن ذلك قول رؤبة:
وجفّ أنواء السحاب المرتزق «٣»
أى جفّ البقل الذى كان بالنوء المرتزق. وقول الآخر:
مقابلة فى الأكرمين وبعلها ... أبو الأنجم المستمطرات نوالها
٢١) ولولا أن رسول الله ﷺ ذمّ مذاهب العرب فى الأنواء، فدلّ ذلك على أنه لا عمل للنوء فى السحاب والرياح والمطر، لساغ للظانّ باكثار العرب فى هذا أن يظنّ أن للنوء عملا فى المطر كعمل الريح فى إنشاء السحاب واستنزال المطر وإلقاح الشجره، وكعمل القمر فى المدّ والجزر وهذه اشياء سخّرها الله ﷿ ووصف الخلق بها، فلم تعد ما سخّرت له، والأفعال مضافة إليها، والفعل/ لله ﷿ بها. وكل هذه الثمانية والعشرين لها نوء، غير أن بعضها عندهم أحمد وأغزر، وهم بذكره ألهج؛ كنوء الثريا، وأنواء نجوم الأسد.
المتن / 15