فرق ما بين الغروب الذى/ هو أفول وبين الغروب الذى له النوء
١٦) الغروب نوعان: أحدهما الغروب الذى يكون له النوء.
وهو سقوط النجم بالغداة فى المغرب بعد الفجر، وقبل طلوع الشمس، وطلوع رقيبه فى المشرق فى ذلك الوقت. ولا يكون هذا إلّا فى غداة واحدة من السنة للكوكب الواحد. فأما السقوط الذى هو أفول واستسرار. فانه يكون من أول الليل. وذلك أن هذا النجم الساقط بالغداة فى افق المغرب يرى هذا «١» اليوم الذى سقط فيه متأخر السقوط عن ذلك الوقت، فيسقط قبله. ولا يزال يتأخر فى كل يوم حتى يكون سقوطه فى آخر الليل، ثم يتأخر فى الليل إلى أن يسقط أول الليل فى المغرب، ثم يستسرّ بعد ذلك فلا يرى ليالى كثيرة ثم يرى بالغداة طالعا فى المشرق خفيا. فهذا سقوط الأفول.
١٧) ومقادير استسرار الكواكب مختلفة. وكل منازل القمر لها استسرار فأما غيرها، فمنه ما يستسرّ، ومنه ما لا يستسرّ. وبين العرب وبين أصحاب الحساب فى مقادير استسرارها اختلاف، كاختلافهم فى مدة استسرار الثريا. فان العرب تذكر أنها تستسرّ أربعين ليلة؟
وتزعم أصحاب الحساب/ أنها تستسرّ ثلثا وخمسين ليلة. ولا أرى ذلك إلّا لأن العرب عملت فيه على مفارقة الشمس لها بثلثة عشر يوما.
وقد بيّنت هذا فى باب الطلوع والغروب- ن.
المتن / 12