بواسطة الفرس. وذلك قبل الإسلام أيضا، حيث يذكرها القرآن مرتين: وقد ورد فى الآية ٥ من سورة يونس: هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ
؛ ويشبه الجهاز الهندىّ الأنواء العربية، غير أن القرآن لا يذكر الأنواء. ولذلك السكوت سببان: أولهما لإبطال التقاليد المناقضة لتعاليم الإسلام، لأن العرب كانوا يعتقدون أن النوء هو الذى ينشىء المطر؛ وثانيهما الاختلاط بين الأنواء والمنازل واندماج المذهب القديم فى المذهب الهندى المأخوذ مؤخرا. ومما يلقى ضوءا لا بأس به على هذه المعضلة قول الفلكى الشهير عبد الرحمن الصوفى (صور الكواكب، ص ١١- ١٢) .
«والعرب لم تستعمل صور البروج على حقيقتها. وإنما قسّمت دور الفلك على مقدار الأيام التى يقطع القمر فيها الفلك، وهى ثمانية وعشرون يوما على التقريب، وطلبت فى كل قسم منها علامة تكون أبعاد ما بينها فى رأى العين مقدار سير القمر فى يوم وليلة. وبدأت بالشرطين، وكانت أول العلامات من عند نقطة الاعتدال [الربيعى] .
ثم طلبت بعد الشرطين علامة اخرى، يكون بعدها من الشرطين مقدار سير القمر فى يوم ليلة؛ فوجدت البطين. وبعد البطين، الثريا. ثم الدبران؛ وكذلك المنازل كلها. ولم تلتفت إلى البروج وأقسامها ومقادير صورها، إلا أنها أدخلت الهقعة فى جملة المنازل وليست من البروج وإنما هى من الصور الجنوبية على رأس الجبار. وكذلك الفرغان، هما
المقدمة / 10