94

* حكى الذهبي في ترجمة مالك عن شيخ: أن الإمام لمن التزم بتقليده كالنبي مع أمته، لا تحل مخالفته . فقال الذهبي :

قوله : لا تحل مخالفته مجرد دعوى ، واجتهاد بلا معرفة ، بل له مخالفة إمامه إلى إمام آخر ، حجته في تلك المسألة أقوى ، لا بل عليه اتباع الدليل فيما تبرهن له، لا كمن تمذهب لإمام فإذا لاح له ما يوافق هواه عمل به من أي مذهب كان . ومن تتبع رخص المذاهب وزلات المجتهدين فقد رق دينه كما قال الأوزاعي أو غيره : من أخذ بقول المكيين في المتعة ، والكوفيين في النبيذ ، والمدنيين في الغناء ، والشاميين في عصمة الخلفاء ، فقد جمع الشر . وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيل عليها ، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسع فيه وشبه ذلك ، فقد تعرض للانحلال ، فنسأل الله العافية والتوفيق(1) (8/90).

* وقال مالك رحمه الله: كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر ^.

قال الذهبي: ولا ريب أن كل من أنس من نفسه فقها، وسعة علم، وحسن قصد، فلا يسعه الالتزام بمذهب واحد في كل أقواله، لأنه تبرهن له مذهب الغير في مسائل، ولاح له الدليل، وقامت عليه الحجة، فلا يقلد فيها إمامه، بل يعمل بما تبرهن، ويقلد الإمام الآخر بالبرهان، لا بالتشهي والغرض (8/93-94).

* وفي ترجمة الحافظ أبي بكر ابن المنذر أن الشيخ محيي الدين النواوي قال فيه: له في كتبه ما لا يقاربه فيه أحد، وهو في نهاية من التمكن من معرفة الحديث، وله اختيار فلا يتقيد في الاختيار بمذهب بعينه، بل يدور مع ظهور الدليل.

قال الذهبي: ما يتقيد بمذهب واحد إلا من هو قاصر في التمكن من العلم كأكثر علماء زماننا، أو من هو متعصب (14/491).

شرط مخالفة إمام المذهب:

صفحہ 94