آه! لقد أسرفت يا سيدي، كل هذا الجدل يهين غضبي، لقد أردت أن أمنحك الوسيلة لإعجابي، لقد أردت أن أرضي أورست، ولكني أرى آخر الأمر أنه يريد أن يشكو دائما دون أن يستحق شيئا. اذهب، امض إلى غير هذا المكان فتمدح بثباتك، ودع لي هنا العناية بالانتقام لنفسي، إن شجاعتي تستخذي من هذا العطف المهين، ولقد احتملت كثيرا هذا الرفض في يوم واحد، لأذهبن وحدي إلى المعبد حيث يهيأ زواجهما، وحيث لا تجرؤ أن تذهب لتظفر بالحظوة عندي، هنالك أعرف كيف أدنو من عدوي، وهنالك أخترق ذلك القلب الذي لم أستطع أن أمسه، ثم تتحول يداي الداميتان إلي أنا، فما هي إلا أن تضماني إليه رغم أنفه، ومهما يكن من جحوده فسيكون أحب إلي أن أموت معه من أن أعيش معك.
أورست :
كلا! لأحرمنك هذه السعادة الخطرة، سيدتي، لن يموت إلا من يد أورست، لينحرن أعداؤك بيدي، وحينئذ تعرفين لي بلائي إن أردت.
هرميون :
هلم، دع لي تدبير أمرك، ولتكن سفنك مستعدة لهربنا.
المنظر الرابع (هرميون - كليون)
كليون :
إنك لتهلكين نفسك يا سيدتي، وإن حقا عليك أن تفكري ...
هرميون :
لأهلك نفسي أو لا أهلكها، فلست أفكر إلا في الانتقام، بل ما زلت أجهل، رغم وعوده، ألي أن أعتمد على غيري؟ فليس بيروس مجرما عنده كما هو مجرم عندي، وإني لأمضى ضربة منه، ما أسعدني حين أنتقم بنفسي لنفسي، وحين أنزع يدي مضرجة بدم هذا الخائن، وحين أضاعف آلامه وسعادتي: فأحجب حبيبته عن عينيه وهما تموتان. آه! لو أن أورست على الأقل وهو يعاقبه على جريمته يدع له الأسف؛ لأنه يموت ضحية لي! اذهبي، فمري أورست بأن ينبئ الجاحد بأنه ينحره لبغضي لا للدولة. أيتها العزيزة كليون أسرعي، إن ثأري لضائع إن جهل، وهو يموت، أني أنا قاتلته.
نامعلوم صفحہ