And a Third for Your Food
وثلث لطعامك
ناشر
دار القاسم
اصناف
يجلسون بطريقه إذا خرج من المسجد فأعطتهم وقالت لهم لا تجلسوا بطريقه، ثم جاء إلى بيته فقال أرسلوا إلى فلان وإلى فلان، وكانت امرأته أرسلت إليهم بطعام وقالت إن دعاكم فلا تأتوه، فقال ابن عمر ﵄: أردتم أن لا أتعشى الليلة، فلم يتعشَّ تلك الليلة (١).
وهذا يحيى بن معاذ وكأنه يخاطب أهل البطون من همهم جمع الدنيا ومتابعتها حتى أصبحوا عبيدًا لها: مسكين ابن آدم، لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة (٢).
أخي الحبيب: أين نحن من هؤلاء؟ !
ضرب الربيع الفالج، وطال به وجعه، فاشتهى لحم دجاج فكفَّ نفسه أربعين يومًا، ثم حكى لامرأته فاشترت دجاجة بدرهم ودانقين فسوتها، وخبزت له خبزًا، وجعلت له أصباغًا كالحلوى، ثم جاءت بالخوان، فلما ذهب ليأكل قام سائل، فقال: تصدقوا عليّ، فكفَّ، وقال: خذي هذا فادفعيه إليه، قالت: فأنا أصنع ما هو أحب إليه، قال: وما هو؟ قالت: نعطيه ثمن هذا، وتأكل أنت شهوتك، قال قد أحسنت، ائتيني بثمنه، فجاءت بثمن الدجاجة والخبز والأصباغ فقال: ضعيه على هذا وادفعيه جميعًا إلى السائل (٣).
_________
(١) حلية الأولياء ١/ ٢٩٨.
(٢) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٧٨.
(٣) أحسن المحاسن، ص ٢٨٩.
1 / 32