119

قيمة العمل فيه ...

وقيمة العمل في بواعثه لا في غاياته ...

وأساس العمل كله نظام ...

فإذا علمت شيئا له قيمته، فثق أنها قيمة «محفوظة» لا ينقص منها قول منكر، ولا يزيد فيها قول معترف ...

وإذا لم تبلغ بك الثقة هذا المبلغ فاجعلها فرضا بين فرضين ليس لهما ثالث: إما أن يكون للعمل قيمة مرهونة به فلا بأس عليه، وإما أن تكون قيمته مرهونة بمشيئة هذا أو ذاك فهو أهون من أن تأسى عليه ...

وقد درج الناس على النظر إلى غايات الأعمال حتى أوشكوا أن يجهلوا بواعثها، أو يغفلوا عنها.

واختلاف البواعث هو الذي ينتهي إلى اختلاف الغايات، فالناس يختلفون في طلب المجد حين يطلبه أحدهم في الرئاسة، ويطلبه غيره في العلم، ويطلبه غيرهما في الثروة، ويطلبه آخرون في الإيمان ...

وإنما اختلفت غاياتهم لاختلاف بواعثهم، فما يبعث هذا إلى العمل لا يبعث ذاك، وما يزهد فيه بعضهم يتناحر عليه غير الزاهدين فيه ...

فعول على صحة الباعث لك على العمل قبل التعويل على صحة الغاية؛ لأنك إذا صدرت عن باعث صحيح هان عليك أن تفوتك الغاية المرجوة، وعملت ما ينبغي أن تعمله، وبقي عمل الزمن أو عمل الأقدار ...

وأصعب الأعمال سهل مع النظام ...

نامعلوم صفحہ