فقلت في فتور: ما هي؟
فقال: هل هذه طريقة الوزن يا سيد أفندي؟ لم أعرف أنك تفعل هذا وكدت ألطم وجهي اليوم، فهل كنت دائما تفعل هكذا؟
فقلت: وما دخلك أنت؟ هل رأيتني أسرق؟
فقال في وقاحة: ما دخلي؟ لو سرقت كان أهون. ما معنى هذا؟ ما دخلي؟ ما دخلك أنت؟ أنا أكلمك باسم المحلج وباسم عيشي وعيشك وباسم المصلحة. المحلج الذي يطعمني ويطعمك.
فصحت غاضبا: قلت لك ابعد عني.
فأجاب وهو ينزع يده من تحت إبطي، ما هذا الكلام الفارغ؟ إذا كان لا يعجبك أحد فما معنى بقائك معنا؟
فصحت: اخرس.
فقال غاضبا لأول مرة: اخرس أنت. لو كان كل الوزانين مثلك ما بقي محلج السيد أحمد جلال.
فقلت حانقا: لأني أسرق؟
فقبض على ذراعي وهزها قائلا: أنت أبله. أنت لا تفهم. أنت تشخط وتنتر كأنك السيد والناس جميعا الخدم. من أين يدفع السيد أحمد مرتبك ومرتبي ومصاريف المحلج والولائم والإحسان؟ هل يأتي بأموال من الترعة الخطابية؟ من أين يدفع أثمان القطن الغالية وأنت تعرف أن ثمن محلجنا أعلى الأسعار في دمنهور؟
نامعلوم صفحہ