307

امثال فی تفسیر

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الجزء1

اصناف

1 قصة هاروت وماروت

كثر الحديث بين أصحاب القصص والأساطير عن هذين الملكين، واختلطت الخرافة بالحقيقة بشأنهما، حتى ما عاد بالإمكان استخلاص الحقائق مما كتب بشأن هذه الحادثة التاريخية، ويظهر أن أصح ما قيل بهذا الشأن وأقربه إلى الموازين العقلية والتاريخية والاحاديث الشريفة هو مايلي:

شاع السحر في أرض بابل وأدى إلى إحراج الناس وازعاجهم، فبعث الله ملكين بصورة البشر، وأمرهما أن يعلما الناس طريقة إحباط مفعول السحر، ليتخلصوا من شر السحرة.

كان الملكان مضطرين لتعليم الناس اصول السحر، باعتبارها مقدمة لتعليم طريقة إحباط السحر. واستغلت مجموعة هذه الاصول، فانخرطت في زمرة الساحرين، وأصبحت مصدر أذى للناس.

الملكان حذرا الناس حين التعليم من الوقوع في الفتنة، ومن السقوط في حضيض الكفر بعد التعلم، لكن هذا التحذير لم يؤثر في مجموعة منهم(1).

وهذا الذي ذكرناه ينسجم مع العقل والمنطق، وتؤيده أحاديث أئمة آل البيت(عليهم السلام)منها ما ورد في كتاب عيون أخبار الرضا (وقد أورده في أحد طرقه عن الإمام الرضا(عليه السلام ) في طريق آخر عن الامام الحسن العسكرى(عليه السلام))(2).

أما ما تتحدث عنه بعض كتب التاريخ ودوائر المعارف بهذا الشأن فمشوب بالخرافات والأساطير، وبعيد كل البعد عما ذكره القرآن، من ذاك مثلا أن الملكين أرسلا إلى الأرض ليثبت لهما سهولة سقوطهما في الذنب إن كانا مكان البشر، فنزلا وارتكبا أنواع الآثاموالذنوبوالكبائر!!والنص القرآني بعيدعن هذه الأساطير

صفحہ 317