فَهَذِهِ سخاوة مستمرة فِي الطَّبْع وَالنَّفس قد منعهَا الْعقل فزين هَذَا الْعقل من الْحُسَيْن بن عَليّ ﵃
فالكفار كَانُوا يتفاخرون ويباهي أحدهم صَاحبه بالأخلاق وأفعاله ويماري حَتَّى يتعادوا من أَجله
مَكَارِم الْأَخْلَاق
وَرُوِيَ عَن عَليّ بن أبي طَالب ﵁ قَالَ لما أَتَانَا سَبَايَا طَيء تَكَلَّمت فِيهِ جَارِيَة جميلَة نسيت جمَالهَا لما رَأَيْت من فصاحتها فَقَالَت يَا مُحَمَّد إِن رَأَيْت أَن تخلي عني وَلَا تشمت بِي أَحيَاء الْعَرَب فَإِنِّي ابْنة سرة قومِي كَانَ أبي يفك العاني ويحمي الذمار ويقري الضَّيْف ويشبع الجائع ويفرج عَن المكروب وَيطْعم الطَّعَام ويفشي السَّلَام وَلم يرد طَالب حَاجَة قطّ وَأَنا ابْنة حَاتِم الطَّائِي
فَقَالَ رَسُول الله ﷺ (يَا جَارِيَة هَذِه صفة الْمُؤمن حَقًا لَو كَانَ أَبوك إسلاميا لترحمنا عَلَيْهِ خلوا عَنْهَا فَإِن أَبَاهَا كَانَ يحب مَكَارِم الْأَخْلَاق وَالله يحب مَكَارِم الْأَخْلَاق)