شہزادی دھت ہمہ
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
اصناف
تحسست رسالة أمير المؤمنين في جعبتها من جديد، مدركة أنها الرسالة الثالثة التي تصلها من الخليفة وتحمل ذات المعنى الآمر الناهي: ماذا جرى؟
في المرتين السابقتين نجح البطال في إثنائها عن رأيها، ووافقه الأمير عبد الوهاب مقتنعا بحجج البطال وبصيرته الثاقبة في مثل هذه الأمور المصيرية، خاصة وعاصمة الخلافة مضطربة بالفتن والمؤامرات التي تنذر بالكثير.
كانت الأخبار تصلها من عاصمة الخلافة في الشهور الأخيرة - تباعا ودون انقطاع - عما يحدث ويجري داخل أروقة الخلافة، فيزيدها الأمر أسفا يصل إلى حد الحنق والغضب، فيما اعترى الخليفة الخامس هارون الرشيد من تحولات؛ نتيجة لسعي وزراء بلاطه المقربين ذوي العقلية القبلية الضيقة التي لا ترى بأبعد من مواطئ القدمين.
فذات الهمة تعرف قبل غيرها أهداف أولئك الوزراء في الاستحواذ على الثراء ومصادر القوة، وإعلاء شئون قبائلهم وعشائرهم وأوطانهم وكياناتهم، دون إعطاء أدنى اعتبار لظروف الحرب التي خفتت نيرانها جهارا، وهو ما لا يمكن أن يحدث في الخفاء من جانب تحالف الأروام الحبالى بالانتقام إن لم يكن اليوم فغدا.
حتى إذا ما عبرت ذات الهمة ساحات مقر قيادة قصر الأمير أبي محمد البطال، تطلعت طويلا في قلاعه وضياعه وتعزيزاته التي لم تشهد لها مثيلا قبل الدلهمة: كل هذا؟!
كان البطال قد وصل إلى أقصى درجات السطوة ومصادر القوة حتى أصبح مضرب الأمثال مشرقا ومغربا ثراء ونفوذا وقوة.
بل إن الخليفة ذاته أصبح يضمر له العداء الدفين المتزايد كلما وصلته سطوته وثروته، التي أحرزها بذكائه المتوقد قبل الأظافر والنواجذ.
وكانت ذات الهمة لا تحسده على ما ارتقى إليه، فالبطال الذي بدأ من قاع صفوف البدو الفلسطينيين معدما، وقدم هذه البلاد طفلا رضيعا بصحبة أبيه، كان على الدوام موضع الإعجاب الفائق من ذات الهمة والأمير عبد الوهاب منذ أن انخرط في صفوفهما مجرد عيار بسيط.
وأخرج ذات الهمة من هواجسها ضحكات البطال وحلو تعليقاته في الترحيب بها وبحاشيتها، بل وحتى جوادها ذاته وكلابها، التي كانت مثار حفاوة وتعليقات البطال ونكاته ومأثوراته التي لا تنتهي.
وما إن اجتمع الشمل وحاولت ذات الهمة فض رسائل أمير المؤمنين لها قبل تناول العشاء، عاجلها البطال بمحتويات رسائلها، وتفاصيل ما بها ودلالاتها ، وكما لو كان هو بذاته - البطال - كاتبها حرفا بحرف، معلنا: هذا كمين ليس غير؛ عذرا ... أنا لن أذهب. •••
نامعلوم صفحہ