شہزادی دھت ہمہ
الأميرة ذات الهمة: أطول سيرة عربية في التاريخ
اصناف
إلا إنه كان قادرا على الإفلات من كل الشباك والمصائد والسلاسل والزنزانات المطمورة تحت الأرض، ليعود إلى قومه العرب ضاحكا متندرا ناشرا في كل شبر يحل به السخرية اللاذعة من الأروام «الخواجات» وغبائهم وجبنهم، وغرابة أطوارهم، وأجساد نسائهم وحريمهم.
وكانت ذات الهمة تستبشر بضحكاته حين تصلها عالية صاخبة جامحة لا مبالية، مبددة لكل خطر وتوجس.
بل كانت غالبا ما تعاني الأمرين في كتم ضحكاتها مما يرويه حتى في أكثر حالاتها غضبا، ثم يعيد سرده عليها عقب كل رحلة ومغامرة مع جيشه من البصاصين والعيارين، وهم الذين دربهم على إتقان كل فنون إجادة النطق بلغات ولهجات ولكنات الأعداء من كل صوب وملة، والتنكر باستخدام ملابسهم من رجالي وحريمي، وصبغ وجوههم بالأصباغ، وطرق مشيهم وحركتهم وإيقاعهم وكافة خلجاتهم، وبثهم بعد ذلك في صفوف الأروام حتى داخل أسوار القسطنطينية المنيعة ذاتها، وداخل معسكراتهم وكاتدرائياتهم وقصور ملوكهم ونبلائهم وبطارقتهم، وورش صنع أسلحتهم ومراكبهم وبواخرهم وخماراتهم، وفي كل مكان يرصدون بدقة ما بعدها دقة كل ما تقع عليه العين، وتلحقه الأذن من تحركات أو استعدادات للوثوب والهجوم.
ومن هنا تزايد جيش البطال من العيارين، وغالبيتهم بالطبع من الأشبال المتحمسين المتفجرين ذكاء وإقداما، وبالطبع تزايدت سطوة أبي محمد البطال وذاعت شهرته ونكاته وخوارقه في الإيقاع بالأعداء، والإفلات من أعتى المآزق، إلى حد أشاع الرعب في قلوب الأروام، فوضعوا المحاذير في طريقه وعلقوا صوره في الميادين العامة ودواوين الجند والحكومة والكنائس، وأصبح مصدرا دائما لمخاوفهم في كل مكان.
مما أدى إلى أن يغير البطال أرديته وطرق تنكره؛ حيث أبدع في ذلك، فهو مرة كبير للبطارقة، ومرة أخرى حارس بوابة بالقسطنطينية، أو جندي يوناني، إضافة إلى تظاهره بكونه شحاذا أو سكيرا وهكذا، فأين لهم أن يطولوه وتلحقه سواعدهم وأسلحتهم؟!
لذا ما إن تناهت ضحكاته وقفشاته، التي غالبا ما كانت تشيع بعض الفوضى والتسيب في قصر ذات الهمة حين دخوله، حتى استبشرت مبتسمة آمرة له بالدخول بصحبة الأمير عبد الوهاب.
وما إن دخل أبو محمد البطال وذهبت ذات الهمة لاستقباله حتى بادرها من فوره مستخدما إياها مادة لسخريته: والله عشنا ورأيناك جدة يا أحلى وأروع أميرة.
ثم بادرها أبو محمد البطال بما جمعه وتوصل إليه في غيبتهما من أسلحة ومعلومات استوثق منها بنفسه.
وما إن تساءلت الأميرة ذات الهمة: أين؟ حتى أحال عليها البطال الأمير عبد الوهاب
ولم تملك ذات الهمة سوى أن تكتم ضحكاتها، وهبت من فورها بصحبتهما لترى بنفسها ما أحضره وتوصل إليه هذا «الشيطان» ... البطال.
نامعلوم صفحہ