109

امیر قصر ذہب

أمير قصر الذهب

اصناف

قال: ما زادني يا أمير المؤمنين على أن قال «سلاما سلاما!»

فضحك المأمون وقال: قد والله أجابك أبلغ جواب.

فقال إبراهيم: وكيف ذلك؟

قال المأمون: عرفك أنك جاهل لا يجاوب مثلك. فقد قال الله عز وجل:

وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما . فخجل إبراهيم وسكت. وكذلك لم يفقد المأمون ميله للعلويين ورأيه فيهم على الرغم مما وقع من أحداث كادت تذهب بملكه، وعلى الرغم مما شرعه من تدبير وسياسة جديدة منذ بارح «مرو» ووصل إلى بغداد، فقد كانت سياسة أراد بها أن يرضي العرب، ولكنها في الوقت نفسه لا تغضب الفرس. وكان الفرس يعرفون ميله للشيعة العلوية، وإن كان قد قتل عميدهم الفضل بن سهل، فقد رفع أخاه الحسن بن سهل وأكرمه وخطب ابنته «بوران» فأعلى نسبه وشرفه، وضاعف له من التكريم والتمجيد بين الناس، وهو تكريم للفرس بين العرب.

الفصل السابع

العرس

مضت على خطبة المأمون لبوران خديجة بنت الحسن بن سهل سبع سنوات ، وكانت سنة 210ه فبلغت الثامنة عشرة من عمرها، واكتملت أنوثتها، وتجلت غضارتها تجلي الأزهار في نضارتها، وتهادت في موكب من الفتنة والشباب، واختالت بها أيامه الساحرة، وأعراسه الراقصة الباهرة.

وكان الحسن بن سهل قد بلغ عند المأمون من المكانة والكرامة وعلو الشأن وسعة الجاه ما لم يبلغه أحد من وزرائه وخاصة رجاله وذوي سلطانه.

وكان الحسين بن الضحاك الشاعر ما زال منبوذا من المأمون طريدا من مجالسه، فلما رأى الدنيا تقبل ضاحكة على الحسن بن سهل، جعل يتزلف إليه، فيزجي إليه المديح بعد المديح في القصيد تلو القصيد، ويقول له فيما يقول:

نامعلوم صفحہ