امیر عمر طوسون

قليني فهمي d. 1373 AH
34

امیر عمر طوسون

الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله

اصناف

وقد كانت عناية الأمير بالزراعة، تعادل اهتمامه بالصناعة. وهذه المباني الفخمة والقصور الشامخة، ودور المعرض المصري للصناعات القائمة على أرض الجزيرة الجميلة ناطقة بأفضاله؛ فقد كان سموه مشجعا للصناعة، منشطا للصناع، دائم الالتفات لكل ما يكفل لهم التقدم المطرد؛ مما جعل لعهده في رياسة الجمعية أمجد مكان وأكبر أثر.

مبادئه في الجمعية وصلاته بأعضائها

ومن الأجدى أن نسجل هنا ما قاله سعادة فؤاد أباظة باشا عن هذه الناحية؛ إذ يقول: «لقد خطت الجمعية في عهد سمو الأمير عمر - رحمه الله - خطوات واسعة نحو التقدم، بكريم إرشاداته؛ فنمت ماليتها، وعظم نشاطها، واتسعت مباحثها الفنية؛ من كيميائية ونباتية وحشرية وتربية حيوان، وزادت تجاربها الزراعية على مختلف المحاصيل؛ لإفادة الزراع من تلك المباحث. وفي عهده تمت المباني الفخمة في أرض المعرض بالجزيرة، كما أنشأت الجمعية باقي العزب النموذجية في تفتيش بهتيم، وزودته بوحدة صحية، وزادت في مساحته حتى بلغت 500 فدان، وساهمت في عهده في كثير من نواحي النشاط العلمي والاجتماعي والاقتصادي، وعاونت كثيرا من الهيئات والمعاهد العلمية، وشجعت كثيرا من المشروعات الأدبية، وقامت بنشر بعض المؤلفات النافعة على نفقتها مثل كتاب «قوانين الدواوين لابن مماتي» وكتاب «الأحوال الزراعية في مصر أثناء الحملة الفرنسية». وفي عهده كذلك أقيم المعرض الزراعي الصناعي في سنة 1936 على حال من الفخامة لم يعهده الشرق من قبل، بفضل اهتمامه بالحركة الصناعية وتقدم مصر الصناعي.

أما صلته بأعضاء مجلس إدارة الجمعية، فكانت على أتم ما تكون من الود والصفاء، وكان له مكان التبجيل والحب في نفوسهم. وكانت المناقشات والمباحثات تدور دائما في جو هادئ، وتصدر القرارات بعد البحث والروية وحرية الفكر والاقتناع.

وكانت هذه الروح نفسها تحدث أثرها بين موظفي الجمعية؛ فكان العمل الإداري سائرا على أكمل وجه. والواقع أن كل شيء كان يسير تحت إشراف سموه على أسس من النظم المتينة ومبدأ الشورى.»

الفصل الثامن

هباته الإنسانية ومبراته

أمير البر والإحسان

عسير على الكاتب أن يحاول الإحاطة بمكارم المغفور له عمر طوسون، ومبراته التي لا تدخل تحت حصر. فهذه المبرات وتلك المكارم يرى الناس آثارها في كل ناحية من مجتمعنا، دون أن يستطيع قلم إحصاءها. فهي تملأ بمعالمها العيون بهجة، وتفعم بشذاها الصدور جمالا وارتياحا، حتى سمي «بأمير البر والإحسان»!

كان سمو الأمير لا يغفل لحظة عن طائفة من الأعمال الخيرية النافعة إلا ويواليها بالعطف والتشجيع. كما كان لا يدخر وسعا في سبيل تأييد المؤسسات الإنسانية بمنحه العديدة، حتى يعم الخير منها طبقات الأمة الشعبية الفقيرة.

نامعلوم صفحہ