امیر عمر طوسون
الأمير عمر طوسون: حياته – آثاره – أعماله
اصناف
خدماته للإنسانية في حرب البلقان
ولما نشبت الحرب البلقانية ضد الدولة العثمانية، ضاعف الأمير عمر جهوده العظيمة في جمع التبرعات، فكان في كل خطوة أسخى من السحاب. وتجلت مآثره ومكارمه، بما تبرع به من حر ماله، وما جمعه من أبناء الوطن، حتى اجتمع من التبرعات زهاء 300 ألف جنيه. ونظم البعوث الطبية لجمعية الهلال الأحمر - وكنت مندوبها في استانبول ونائبا عنها لدى السلطان رشاد - وكان لهذه البعوث فضل عميم في مواساة الجرحى والمصابين.
المغفور له السلطان رشاد.
وأذكر من أطبائها في ذلك الوقت الدكتور محجوب بك ثابت. ولا تحضر الكاتب مهما كانت ذاكرته قوية، صورة الخدمات الحافلة التي أداها الأمير عمر في هذه الفترة، بالتفصيل. وليس بين العبارات التي يجري بها القلم وصف لها أكثر من أنها كانت من معجزات الإرادة العالية التي يتصف بها هذا الأمير المبرور.
معاونته للحبشة في محنتها الأخيرة
ولما اعتدت الدولة الإيطالية، «الفاشستية» على حرمة الأراضي الحبشية، وهاجمت إيطاليا المدججة بالسلاح بلاد الحبشة العزلاء المسالمة؛ أهاب الأمير عمر طوسون بالمصريين، فلبوه مسرعين لمعاونة إخوانهم أهل الحبشة الذين نهضوا للدفاع عن وطنهم كراما مستشهدين في ساحة الشرف.
حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور هيلاسلاسي.
وقد تألفت اللجنة الخاصة بالدار البطريركية بمساعدة الحبشة، وكان لسموه شرف رئاستها، واختير لسكرتيرتها حضرة الأستاذ الفاضل «حامد المليجي». وقد كان غبطة البطريرك الراحل المتنيح الأنبا يوأنس يشارك سموه في كل جهد يبذله لنجاح أعمال هذه اللجنة؛ مما يدل على أنه كان رسول رحمة للجميع، وليس يخفى على أحد ما كان يضحيه سموه من ماله ومن وقته الثمين في هذا المضمار الإنساني. وقد كان للجنة مساعدة الحبشة الفضل في إسداء الخير إلى أهل القطر الشقيق الذي تربطنا بهم أواصر وثيقة. وقد أرسلت اللجنة أربع بعثات طبية إلى ميادين القتال، كان على رأس إحداها صاحب السمو الأمير الجليل والضابط الباسل «إسماعيل داود» - أمد الله في عمره - وقد جمعت اللجنة أموالا عظيمة للحبشة فرجت كربتهم، ونفست عنهم الضيق الذي كان يشد على أعناقهم، وهم في وقت حرب حياة أو موت، مع عدو شديد، ومعتد أثيم لا يرحم أو يلين! •••
وما دام الشيء بالشيء يذكر! فليس هناك من يجهل فضل الأمير في مساعدة الدولة العثمانية حين اندلعت النيران، فحرقت ثلث مباني الآستانة؛ وما كان لدعوته البارة من الأثر الفعال في نفوس الوطنيين لمساعدة المنكوبين.
المتنيح الأنبا يوأنس بطريرك الأقباط الراحل.
نامعلوم صفحہ