13
وأن المكان كان مأهولا بالجن قبل أن استعمرت المكان «السيدة» وأجلتهم عنه.
وإذا تأملت رأيت شماريخ الصخور تمثل لعينك أشياء عديدة من مخلوقات الله، وإذا نظرت في سقف الدير رأيت أعشابا تتدلى كأنها زينة أقامتها يد الخراب، وفي الجدران نبات مختلفة أسماؤه، منه العطري كالقويسة، والصعتر، ومنه الكريه الرائحة كالفيجم، أما الأشجار النابتة في الصخور، حيث وجدت لها غذاء، فهي في الغار والبطم والسنديان والعفص.
لا يمكن الناس أن يدخلوا هذا الدير إلا واحدا واحدا، متعلقين بالصخور تعلقا، وإذا زلت بأحدهم قدمه لقي حتفه في النهر. والقدماء والمحدثون يسمون هذا المكان «العاصي»، وقد تدهور هناك أناس كثيرون فقتلوا، والتقليد يحفظ أسماءهم الكثيرة.
هذا هو الوادي الذي يقي حقا لفحة الرمضاء،
14
ويحنو على ضيفه حنو المرضعات على الفطيم. فإذا قعدت فيه فلا ترى من السماء إلا مقدارا يسيرا، وإذا جئته في كانون ترى النجوم صلاة الظهر.
15
إن أول ما يواجه الداخل إليه مذبح السيدة القائم قرب فم مغارة لم يدرك آخرها رجل بعد. إذا توغلت فيها قليلا تسمع هديرا
16
نامعلوم صفحہ