48
أصحاب الأصوات الرخيمة؛ ولذلك قيل: لا تقل للمغني غن.
ويئس الشباب من المكاري، فاستأنفوا أغانيهم من عتابا وميجانا ومواليا. أغاني عشق وغرام كان يتمرمر الحبيس من سماعها، ويتمنى أن يسكت هؤلاء السكيرون ويرفض اجتماعهم.
وأخيرا غلبه النوم فرقد، ثم استيقظ ففتح عينيه على ضوء الفجر الكاذب،
49
وسمع خيالا يجد السير في الوطا وهو يقول لرفيقه: يقولون إن المطران يوسف اسطفان هرب من وجه المير بشير، وإنه متخف في هذه النواحي.
فأجابه رفيقه: ربما، ولكن من يعلم أين هو. قالوا إنه متكل على الشيخ يعقوب البيطار ليدخله في خاطر المير.
ففرك الحبيس جبهته وقال في نفسه: شعور رءوسكم محصاة لا تخافوا ... الله ينجيك يا مطران يوسف. اتكل على يسوع الذي قال: لا تخافوا ممن يقتلون الجسد ... إذا قدر المير أن يقتل جسد المطران يوسف، فلا يقدر أن يقتل نفسه. لا يقدر أن يخنق روحه وتعاليمه مهما عمل.
وما انتهى من معالجة هذه الفكرة حتى تناول سبحته الطويلة من جيبه الرهباني البعيد القعر، وصلب يده على وجهه، وشرع يصلي وظل حتى انبلج الصبح.
50
نامعلوم صفحہ