7
تفرق هواة الصيد، وأطلقت الصقور والبئزان، فملأت الفضاء صراخا، وكانت تلك الطيور تطرب وتنتخي
8
حين تسمع دوي البارود تردده تلك الأودية. والصوت إذا مشى بين مطاوي الجبال وتعاريجها كبر وتضخم وطال.
تذكر الأمير في ذلك النهار صقره «كاسب» الذي انتقل من هذه الدنيا الفانية حديثا ... فعز عليه فقده.
أحب سعادته هذا الصقر العبقري فصنع له عند أحد أبناء نفاع، في بيت شباب، تمثالا نحاسيا قبل موته، ودشنه في حفلة كبرى واضعا إياه في وسط الدار الداخلية ، على حافة البركة الكبيرة في القصر . وقد جعلوا الماء يتدفق من منقاره كأنه الفضة البيضاء سائلة ...
كان الأمير، في ذلك النهار، فرحا مرحا على غير عادته، ولكن امتعاضة عابرة كانت تمر في خاطره حين يتذكر الفقيد العظيم - كاسب - فتجره تلك الذكرى إلى التفكير بمصير إمارته بعده.
استعرض أولاده الثلاثة ليرى بينهم من يقوم مقامه في الغد البعيد فما وجد، فرفع رأسه وهو يقول: هيهات. ولدي قاسم أدعر
9
لا يعرف كيف يدخل ويخرج، وابني خليل قائد حرب، يصلح للتدمير لا للتدبير، وشقيقهما أمين سياسي لا ينقصه الرأي الأصيل ولكنه غير شجاع.
نامعلوم صفحہ