فازداد ابن الفضل استغرابا لكشف هذا السر وقال: «صدقت، ذلك هو السبب، ولكنها لو علمت خطر حبي لها وأني سأنسيها ما فعله أبي بأبيها لرضيت.»
قال: «علمت ذلك ولم ترض، ولكن هذا لا يهمنا فإنها سترضى. إن هذا القلم يجعل الصخر ماء والماء صخرا، أفلا يلين قلب فتاة؟» وأشار إلى دواة مغروسة في منطقته.
قال: «افعل ما تراه ولا تسل عما تبذله في هذا السبيل.»
فنظر إليه شزرا وقال: «ألم تكن حاضرا بالأمس عند صاحب الشرطة؟ إنكم لا تزالون تهينون الأصدقاء، ولكنكم تعودتم عشرة المتملقين والمتزلفين؛ فلا لوم عليكم!»
فابتدره ابن الفضل معتذرا وقال: «عفوا يا سيدي، فإني أقبل منك هذا الجميل، وأرجو أن تقبل وساطتي مع صاحب الشرطة في أن تكون رئيس المنجمين عند أمير المؤمنين. وإننا إذ نفعل ذلك فإنما نؤدي خدمة عظمى للخليفة؛ لأن وجود مثلك في بلاطه نعمة من نعم الله. فماذا أنت فاعل الآن؟»
قال: «دعني أبحث عن مقرها، وسأكتب لك كتابا إذا استطعت توصيله على ما سأصف لك أتتك مذعنة مطيعة.»
فلم يتمالك ابن الفضل عن النهوض بغتة وقال: «أصحيح ما تقول؟ إني لا أعرف كيف أشكرك. ومتى تكتب هذا الكتاب؟»
قال: «أكتبه متى انتهيت من بحثي، لا تضجر، ولا تستعجل.»
قال: «افعل ما يتراءى لك إلا أمرا واحدا أرجو منك أن تطيعني فيه.»
قال: «وما هو؟» قال: «أن تبيت عندي الليلة وتصحبني غدا إلى دار الخلافة فأقدمك إلى أمير المؤمنين ليجعلك رئيس المنجمين.»
نامعلوم صفحہ