امین ريحانی: ناشر فلسفہ شرق بلاد میں مغرب

توفيق سعيد الرافعي d. 1400 AH
86

امین ريحانی: ناشر فلسفہ شرق بلاد میں مغرب

أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب

اصناف

ولنا الفخر - نحن الشرقيين - أن يكون في زعمائنا اليوم ما في زعمائهم من حب الوطن، ومن البر والكرامة والشمم. لنا الفخر أن يكون في أغنيائنا من يطلبون المعالي بالفضل والإحسان؛ فيبذلون من أقوالهم في سبيل الوطن والأمة سياسة وأدبا واجتماعا، وليسمح لي أرباب هذا البيت إذا أشرت إلى ما أظنه رمزا لقاعدة سلوكهم الوطني الاجتماعي، فإن طي الفكرة السياسية على ما يظهر لي فكرة اجتماعية قد لا تدرك فورا؛ وهي حرية بالذكر والاعتبار. ولهذه الفكرة في هذا القصر أيضا رمز جميل، بل رمزان نادران عزيزان؛ أولهما: هدية إلى الخديوي إسماعيل من رأس الكنيسة الكاثوليكية من كبير أسياد المسيحية، وثانيهما: هدية إلى الأمراء آل لطف الله، من سيد الحرمين، من كبير أسياد الإسلام، من جلالة الملك حسين.

فالهديتان وقد اجتمعتا في هذا القصر الفخم هما عربون عهد السلام الدائم، إن شاء الله.

بل رمز لما سيتمتع به أجيال المستقبل في شرقنا خصوصا من الإخاء الحق، والاحترام المتبادل المبني على العلم والتساهل، بل على التفاهم والحب، ولا شك عندي أن حصة المصريين والسوريين من ذلك ستكون كبيرة. وأود جدا أن يكون الفضل الأكبر في تحقيقها لأصحاب هذا البيت الكريم، بل لأصحاب الرمزين النادرين الشريفين اللذين سيوحيان إليهم - ولا شك - من الأعمال الوطنية الشريفة، بل الشاملة الإنسانية، ما يخلد ذكرهم، ويجعلهم في الغرب مفخرة الشرق، وفي الشرق أحب الناس وأعزهم عند أبنائه.

9 (7) الحفلة السابعة في فندق الكنتنتال

لبى جمهور من الفضلاء والأدباء في مساء اليوم دعوة الوجيه الفاضل طعان بك العماد - من آل العماد المشهورين بلبنان ومن كبار الجالية السورية في الأرجنتين - إلى حفلة شاي أقامها عصر اليوم «الخميس 16 فبراير سنة 1922»؛ لتكريم الأستاذ الريحاني في فندق «الكنتنتال»؛ فكان لهذا الاجتماع مظهر بديع من مظاهر جامعة الأدب العربي، الذي يحمل الأستاذ الريحاني راية من راياته فيما وراء البحار، بل نفثة من نفثات الروح القومي العصري الذي استيقظ في الشرق اليوم، فأخذ الشرقيون يستشعرون به أن لهم وجودا، وأن لهم كرامة ليعترف لهم عالم الأحياء بهذا الوجود، وهذه الكرامة.

فبعد أن اجتمع المدعوون في حديقة الفندق، وأخذت صورتهم تذكارا لهذا الاجتماع، جلسوا حول مائدة الشاي، ثم قام صاحب الدعوة طعان بك العماد، فتكلم عن نفسه، وعن الجالية السورية في الجمهورية الفضية، فرحب بالمحتفل به، وأثنى على أدبه الجم، وجهاده المزدوج في تنوير قرائه من أبناء العربية، وتعريف أوروبا وأميركا بروح الشرق التي بزغت مع شمسه، وما زالت تتجدد بتجددها. وكان يتكلم من قلب امتلأ إخلاصا للغة التي ينتسب إليها، ومحبة للقومية التي هو فرد من أفرادها.

وتلاه نجيب بك الهواويني، فخطب في النبوغ وتكريم النابغين.

وقام على أثره توفيق بك دياب، فأبدع ما شاء في بيان ارتباط الأمم الشرقية، ولا سيما الناطقة بالضاد، وأن ذلك من أظهر دلائل الحياة، وما على مصر من الواجب نحو الأدب العربي والمصلحة الاجتماعية في سبيل توثيق هذه الرابطة.

ثم قام السيد رشيد رضا، فذكر أن من القواعد الطبيعية أن يكون التقارب بين الناس على مقدار ما يوجد من وجوه المشاركة وصنوف المشاكلة بينهم، وأن البلاد التي يتشابه سكانها بلغاتهم وعاداتهم وآمالهم وآلامهم حقيق أن يكون ذلك سبب التقارب بينهم. وقد أدركت مصر والهند هذه الحقائق الفطرية، فوحد المسلمون والأقباط كلمتهم في وادي النيل، وكذلك فعل المسلمون والهندوس في الهند، وقال: إن المسلمين لما كانوا أكثر تمسكا بدينهم لم يمنعهم هذا من أن يكون المسجد مدرسة لتلقي علوم الكون، يشترك في ذلك المسلمون والمسيحيون والإسرائيليون، لا يمنعهم من ذلك مانع، وقد كان جمال الدين الأفغاني - وهو من أول من نادى بالإصلاح في الشرق - لا فرق عنده بين أديب إسحاق والنقاش والشيخ محمد عبده وسعد زغلول، فكلهم كانوا تلاميذه وأنصاره، بل لم يكن يفرق بين بلاد الشرق، فكان يرى أن مصر إذا حملت لواء الإصلاح كان ذلك وسيلة لانتشاره في سائر الأقطار.

وختم خطبته بقوله: إنني بصفتي سوريا أقول - وأنا منكس رأسي خجلا: إننا - معاشر السوريين - كنا أول العاملين لنهضة الشرق في الأمس، وقد صرنا اليوم أول من ضل سبيلها.

نامعلوم صفحہ