أَبَا الوليد أما والله لو عملت ... فيك الشمول لما فارقتها أبدا
ولا نسيت حمياها ولذتها ... ولا عدلت بها مالا ولا ولدا
وحَدَّثَنِي جحظة، قَالَ: حَدَّثَنِي حماد بْن إِسْحَاق الموصلى، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: كتبت إِلَى زهراء الأعرابية، وقد غابت عني كتابا فِيهِ:
وجدي بجملٍ عَلَى أنى أجمجمه ... وجد السقيم ببرء بعد إدناف
أو وجد ثكلي أصاب الموت واخدها ... أو وجد منشعب من بين آلاف
فكتبت إليها:
أما أويت لمن قد بات مكتئبا ... يذرى مدامعه سحا وتوكافا
اقر السلام عَلَى الزهراء إذ شحطت ... وقل لها قد أذقت القلب ما خافا
فما وجدت عَلَى إلف أفارقه ... وجدي عليك وقد فارقت ألافا
وأنشدنا الأخفش:
أقول لصاحبى بأرض نجدٍ ... وجد مسيرنا ودنا الطروق
أرى قلبى سينقطع اشتياقا ... وأحزانا وما انقطع الطريق
وأنشدنا جحظة، عَنْ حماد، عَنْ أبِيهِ:
طربت إِلَى الأصيبية الصغار ... وهاجك منهم قرب المزار
وأبرح ما يكون الشوق يوما ... إذا دنت الديار من الديار
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْر لطفيل الغنوى:
أناس إذا ما أنكر الكلب أهله ... حموا جارهم من كل شنعاء مضلع
قَالَ: ويروى: مفظع.
قوله أنكر الكلب أهله، أى إذا لبسوا السلاح وتقنعوا لم يعرف الكلب أهله
وحَدَّثَنِي بعض شيوخنا أن ابن حبيب قَالَ: إذا ما غزوا فصار معهم أعدائهم فِي ديارهم فتواثبوا
1 / 55