وَيحك فَمن أسرك: قَالَ رَأَيْت رجَالًا على خيل بلق يقاتلوننا مَا أَرَاهُم السَّاعَة هم الَّذين أسروني. فَقَالَ الْمُخْتَار لأَصْحَابه أَن عَدوكُمْ بري من هَذَا الْأَمر مَا لَا ترَوْنَ. ثمَّ أَمر بقتْله فَقَالَ يَا أَمِير آل مُحَمَّد إِنَّك لتعلم أَنه مَا هَذَا وَأَن تقتلني فِيهِ، فَقَالَ فَمَتَى أَقْتلك؟ قَالَ إِذا فتحت دمشق ونقضتها حجرا حجرا ثمَّ جَلَست على كرْسِي فِي أحد أَبْوَابهَا فهناك تَدعُونِي فتقتلني ثمَّ تصلبني. قَالَ الْمُخْتَار: صدقت، ثمَّ الْتفت إِلَى صَاحب شرطته فَقَالَ وَيحك من يخرج سري إِلَى النَّاس ثمَّ أَمر بتخلية سَبيله. فَلَمَّا أفلت أنشأ يَقُول وَكَانَ يكني أَبَا إِسْحَاق:
أَلا أبلغ أَبَا إِسْحَاق أَنِّي ... رَأَيْت البلق دهما مصمتات
أرى عَيْني مَا لم ترأياه ... كِلَانَا عالمٌ بالترهات
كفرت بوحيكم وَرَأَيْت نذرا ... على قتالكم حَتَّى الْمَمَات