امالی
أمالي أبي طالب ع
اصناف
حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله، قال: أخبرنا أحمد بن خالد الفارسي، قال: حدثنا محمد بن أيوب، قال: حدثنا الهيثم بن اليمان، قال: حدثنا عمرو بن ثابت، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عابس، عن عمه، قال: وحدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أبو أحمد الأنماطي، قال: أخبرنا هارون بن المبارك، قال: حدثنا علي بن مهران، عن سلمة، عن محمد بن إسحاق،
عن رجاله، قال: جاء أبو جهل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو جالس عند الصفا، فآذاه وشتمه، فلم يكلمه صلى الله عليه وآله وسلم، وكان (1) لعبدالله بن جدعان مولاة في مسكن لها فوق الصفا تسمع ذلك، ثم انصرف عنه، وعمد إلى نادي قريش عند الكعبة فجلس معهم.
فلم يلبث حمزة بن عبدالمطلب أن أقبل متوشحا قوسه، راجعا من قنص له، وكان صاحب قنص يرميه، ويخرج له، فإذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، فإذا فعل ذلك لم يمر على نادي قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعز قريش، وأشدها شكيمة، فلما مر بالمولاة وقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورجع إلى بيته قالت له : يا أبا عمارة، لوا رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا قبل أن تأتي من أبي الحكم بن هشام، وجده هاهنا جالسا فسبه وأذاه، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد.
فاحتمل حمزة الغضب، فخرج سريعا لا يقف على أحد كما كان يصنع، فلما دخل المسجد نظر إلى أبي جهل جالسا في القوم، فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها ضربة فشجه شجة منكرة، وقام رجال بني مخزوم لينصروا أبا جهل، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة، فإني والله لقد سببت ابن أخيه، فأدار قوسه على رؤسهم استخفافا بهم.
صفحہ 182