امید اور یوٹوپیا

عطيات أبو السعود d. 1450 AH
41

امید اور یوٹوپیا

الأمل واليوتوبيا في فلسفة إرنست بلوخ

اصناف

ويطلق بلوخ على هذا النموذج الخاص من الانفعالات اسم الانفعالات المتوقعة أو انفعالات التوقع

Expectant emotions . وأهم ما يميزها أنها تتجه إلى الأمام وتشير للمستقبل الوشيك الحدوث. وهي تنقسم إلى انفعالات سلبية وأخرى إيجابية. (أ) انفعالات التوقع السلبية

تتكون هذه المجموعة من الانفعالات السلبية من انفعالات ثلاثة هي القلق والخوف واليأس، ومن المعروف أن هذه الانفعالات الثلاثة موجودة عند كير كيجورد (1813-1855م) الذي أقام تفرقته المشهورة بين المفاهيم الثلاثة السابقة عندما حدد الوجود بأنه خاضع للقلق، بل هو الصورة التي تميز الوعي، وأن اليأس هو الصورة التي ينتهي إليها هذا الوعي، لأن الوجود معناه أن نعاني اليأس والقلق حتما، وكل هذا وذاك مرتبط بالواقع وبإمكان الخطأ، فالفرد مضطر إلى أن يختار، ولكي يختار لا بد له أن يعاني اليأس ومن المحال أن يفلت منه.

22

وبذلك حدد كير كيجورد القلق تحديدا ميتافيزيقيا يتعلق بالاختيار والحرية.

وبطبيعة الحال فإن هذا القلق الوجودي ليس هو المقصود في هذا النوع من الانفعالات السلبية التي يقصدها بلوخ لأنه ليس قلقا منتجا، بمعنى أنه لن يكشف للإنسان غير ذاته، كما أنه قلق يرتبط بالخطيئة والحرية وينطوي على الخوف: «كثيرا ما درست طبيعة الخطيئة الأولى، لكن المقولة الأساسية منها قد أغفلت، وهذه المقولة هي: القلق، فهو ما يحددها بالفعل، ذلك لأن القلق هو رغبة فيما يخشاه المرء، إنه نفور من تعاطف، القلق هو القوة الغريبة التي تمسك بزمام الفرد ولا يستطيع منها فكاكا، ولا هو يريد ذلك، لأن الفرد خائف، لكن ما يخشاه المرء ينجذب نحوه، والقلق يجعل الفرد بلا حول ولا قوة.»

23

وعلى الرغم من تحليل كير كيجورد لهذه المفاهيم أو الانفعالات الثلاثة، إلا أنه لم يضعها في إطار أوسع وأشمل، وهو الإطار الأنطولوجي، ليصوغ منها نظرية عن تركيب الوجود كما هو الحال عند هيدجر (1889-1976م) فهذا الأخير جعل القلق حالة من حالات «التوجد» التي ترجع الإنسان إلى الشعور بوجوده الوحيد الملقي به هناك، كما تدفعه على «التصميم» على تحقيق وجوده الذاتي الأصيل. ويطرح هيدجر في كتابه «الوجود والزمان» هذه الأسئلة: «مم نخاف؟ وما معنى أن نخاف؟ ولماذا تخاف؟» والإجابة على هذه الأسئلة تكشف عن تركيب الشعور بالموقف الأصلي،

24

وهذا الموقف الأصلي عند هيدجر هو «الوجود-هناك» والشيء المخيف كائن دائما داخل هذا العالم. أما القلق فهو جزء لا يتجزأ من تركيب «الآنية» (أو الدازاين

نامعلوم صفحہ