وتذكرت أننا بحاجة إلى نقود إذا أردنا في البندر مكثا.
فتركت الأولاد مع المركبة ومضيت إلى المصرف الذي كان زوجي يعامله ووقفت حيال العامل المنشغل بما في يديه من العمل خافقة الفؤاد أسائل النفس: أتراهم سيقبلون دفع شيء من حساب زوجي إذا طلبت؟ أم تراه نبههم إلى رفض الدفع إلى أحد غيره؟
ولكني ما عتمت أن استجمعت جأشي فتناولت شيكا أبيض فطلبت خمسة جنيهات وأمضيته.
وكان العامل يعرفني وطالما شهدني مع زوجي في المصرف لتوقيع أوراق أراد أن أوقعها، فتناول الرجل الشيك متلطفا مترفقا فأجال فيه عينه، ثم دفع القدر المطلوب بلا تعليق ولا اعتراض البتة. وتناولت المبلغ ذاهلة كمن هو في حلم وانصرفت. وكانت تلك هي أول مرة منذ زواجنا ويقع في يدي أكثر من جنيه واحد، وعجبت لنفسي كيف كان الحصول على المال سهلا، ثم لم أفكر فيه طول السنين الماضية!
ووافيت الأولاد فقلت: لنتناول طعامنا أولا في خير مطاعم المدينة.
فنظر الأطفال إلى وجهي غير مصدقين ولا مدركين شيئا، وكأنما عجبوا ما بالي قد تغيرت هكذا ولم أعد أحسب لأبيهم الجبار حسابا؟
قلت: هيا ليختر كل منكم أبدع طعمة يقترح.
فقالت «سوسنة»: أريد جبنا، وصاح «سعد»: وأنا موزا، وطلبت «سميحة» سردينا، واختار فؤاد تفاحا.
فكان ما طلبوا ...
ولما فرغنا من الطعام طفنا بالحوانيت أبتغي لكل واحد منهم هدية، ثم قلت لهم - بعد اقتناء التحف المختلفة -: تعالوا أيضا نشهد الصور المتحركة، فوجموا وعقلت الدهشة ألسنتهم ولم يكونوا قد رأوا الصور المتحركة من قبل، فجلسوا ينظرون إليها متلذذين حائرين ...!
نامعلوم صفحہ