قلت: أبدع بها من نزهة! فلنا الله لم لم نفكر في هذه الخاطرة الجميلة قبل اليوم؟ تصور كيف تكون مسرتي بالخلو إليك ساعة كاملة لا ينازعني في خلوتي إليك منازع.
وراح الجوادان يمشيان متلاصقان كأنهما فاهمان ما هناك!
فضحك وأهوى علي بقبلاته، وهو يقول: يا لك من صغيرة ساحرة ... إذا قضى الله يوما أن نفترق فلن أعيش في هذه الدنيا ولن أحيا يوما.
وكذلك وجدنا الصباح الباكر قبل نهضة العالم من المضاجع على جوادين لنا نريد المنتزه، وكأنما أدرك الجوادان ما يراد منهما فراحا يمشيان جنبا إلى جنب متلاصقين يهزان رأسيهما كأنهما فاهمان ما هنالك ...
يا لله! ما كان أهنأها ساعة، وأملأها بالمسرات نزهة على أنفاس الصباح وسكينة الكون، ولم أكن أصدق أن الساعة قد انتهت عندما نظر إلى ساعته، فقال: لقد حان الإياب.
فقلت: دعنا نفعل ذلك كل يوم.
قال: وهو كذلك.
وجعلنا في كل صبح نبكر إلى تلك النزهة، وفي بعض الأحيان نعرج على أحد المطاعم، فنتناول طعام الفطور فيه.
وكذلك ولت بنا الأيام حتى لم يبق على يوم العرس غير أسبوع.
فقالت أمي يوما: لقد أخذت تلوحين نحيلة، تذكري يا بنيتي أنك إذا أوقدت الشمعة من طرفيها استنفدت الضياء وشيكا، فخذي من هذه النزهات الباكرات على قدر، وتناولي من النوم كفاية بدنك حتى تحفظي عليك جمالك يا غالية.
نامعلوم صفحہ