يالله! أتراها تناديني لأشرح لها ما خفي من أمري وما احتجب؟
وأسرعت إلى ثيابي فارتديتها وانطلقت إلى دارها، فلم أجد فيها أثرا لمخلوق حي. فعدت إلى صديقي فما كدت أدخل عليه حتى وثب صائحا: أراك قد عدت، فهل علمت وهل سمعت؟
قلت مبهوتا - وقد رأيت وجهه ممتقعا -: ماذا ترتقب مني أن أسمع؟ نبئني، أمن جديد انتهى إليك نبأه؟
قال: تعال اجلس إلي أحدثك.
وكان صوته هادئا، وإن كان في منطقه رنة نكرتها.
فهمست أقول: أعنها أنت محدثي؟ إنها ليست ...
فنكس رأسه وغمغم يقول: لقد غادرت هذا العالم! ...
وأحسبني في تلك اللحظة قد غشيتني الغاشية؛ لأنني ما لبثت أن رأيت ذلك الطيف في ثوبه الناصع الجميل طالعا علي مقبلا، ولكني سمعت صوت صديقي يناديني، ففتحت عيني ورحت أستمع له غائب الذهن مشرد الخاطر، وهو يقص علي كيف كان موتها.
قال: لقد وجدوا جثتها طافية على صدر النهر ...
وقضيت أياما جاثيا بجانب ذلك القبر الجديد المحتفر، غير مغالب العبرات التي مضت تسح من العين سحا، وأنا أناديها : ... يا أعز الناس ألا تعودين؟ إن لم يكن لك عود فلي إليك ذهاب ...
نامعلوم صفحہ