التوجيهات الصحيحة للنوازل العقدية المتعلقة بوباء كورونا
التوجيهات الصحيحة للنوازل العقدية المتعلقة بوباء كورونا
اصناف
عِلْمًا (١٢)﴾ [الطلاق: ١٢]، ﴿وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (٢٨)﴾ [الجن: ٢٨] (^١).
ويقول ابن القيم ﵀: ولا ريب أن البصر يعرض له الغلط ورؤية بعض الأشياء بخلاف ما هي عليه، ويخيل ما لا وجود له في الخارج فإذا حكم عليه العقل تبين غلطه (^٢).
رابعًا: أن هذه الأمراض والأوبئة من آيات الله التي يرسلها الله سبحانه لعباده كما قال: ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ﴾ [فصلت: ٥٣]، وهذه الآيات يرسلها سبحانه لعباده؛ حتى يريهم مقدار عجزهم أمام قدرته، وضعفهم أمام أصغر مخلوقات الله، والتي تأتي بأمره وترتفع بأمره دون غيره. ...
وهذه الآيات قد تكون للتحذير والتخويف كما قال سبحانه: ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (٥٩)﴾ [الإسراء: ٥٩]، يقول الماوردي ﵀: فيه ثلاثة أوجه: أحدها: أن الآيات معجزات الرسل جعلها الله تعالى من دلائل الإنذار تخويفًا للمكذبين، والثاني: أنها آيات الانتقام تخويفا من المعاصي، والثالث: أنها تقلب الأحوال من صغر إلى شباب ثم إلى تكهل ثم إلى مشيب؛ لتعتبر بتقلب أحوالك فتخاف عاقبة أمرك (^٣).
(^١) شأن الدعاء، ص (٥٧). (^٢) بدائع الفوائد، (٣/ ٢٠٠). (^٣) النكت والعيون، (٣/ ٢٥٢).
1 / 51