51

التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

اصناف

لَمْ تَخْتِمْ آيَةَ عَذَابٍ بِرَحْمَةٍ، أَوْ آيَةَ رَحْمَةٍ بِعَذَابٍ " (١). قال الإمام أبو جعفر النحاس (٢) تعليقًا على الحديث: " فهذا تعليم التّمام توقيفًا من رسول الله ﷺ بأنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنة والثواب ويفصل ما بعدها إن كان بعدها ذكر النار أو العقاب " (٣). ومما يدل على ارتباط الوقف بنوع العلاقة بما اتَّصل من الآي، ما روي عن ذر عن يُسَيع الكندي (٤) قال: "جاء رجل إلى ابن أبي طالب ﵁، فقال: " كيف تقرأ هذه الآية: ﴿وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (١٤١)﴾ (٥)، وهم يقتلون؟ " فقال علي ﵁: "اُدنُه"، ثم قال: " ﴿فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ (٦) "، أي ويعذب الظالمين، أو وعذب الظالمين " (٧).

(١) أخرجه أبو داوود في سننه، كتاب الصلاة، باب تفريع أبواب الوتر، باب (أنزل القرآن على سبعة أحرف)، (٢/ ٧٦)، رقم الحديث: [١٤٧٧]، من حديث أبيّ ﵁، وقال الألباني: صحيح. صحيح الجامع الصغير وزيادته، للألباني (٢/ ١٢٩٥). (٢) هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس، النحوي المصري؛ كان من الفضلاء، ومن أهل العلم بالفقه والقرآن، من مؤلفاته: "إعراب القرآن"، "اشتقاق الأسماء الحسنى" توفي سنة ٣٣٨ هـ. يُنظر: إنباه الرواة على أنباه النحاة (١/ ١٣٦)، ووفيات الأعيان (١/ ٩٩). (٣) القطع والائتناف، للنحاس (ص: ١٣). (٤) هو يُسَيْع بن معدان الحضرمي، وقيل: الكندي الكوفي، وقيل: أسيع، روى عن: علي بن أَبي طالب، والنعمان بن بشير، قيل إنه ثقة معروف، ولم أقف على سنة وفاته. يُنظر: تهذيب الكمال في أسماء الرجال، للمزي (٣٢/ ٣٠٦). (٥) سورة النساء: ١٤١. (٦) سورة النساء: ١٤١. (٧) يُنظر: تفسير الثوري (١/ ٩٨)، وعبد الرزاق في تفسيره (١/ ٤٨١)، جامع البيان (٩/ ٣٢٧)، والحاكم في المستدرك، باب سورة النساء (٢/ ٣٣٨)، رقم الحديث:] ٣٢٠٦ [، جميعهم عن ذر عن يُسَيع الكندي.

1 / 50