القيامة الصغرى
القيامة الصغرى
ناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح
ایڈیشن نمبر
الرابعة
اشاعت کا سال
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
پبلشر کا مقام
الكويت
اصناف
جنازة، (وفي رواية صلى الصبح)، فلما انصرف قال: أههنا من آل فلان أحد؟ [فسكت القوم، وكان إذا ابتدأهم بشيء سكتوا]، فقال ذلك مرارًا، [ثلاث لا يجيبه أحد]، [فقال رجل: هو ذا]، قال: فقام رجل يجر إزاره من مؤخر الناس، [فقال له النبي ﷺ: ما منعك في المرتين الأوليين أن تكون أجبتني؟] أما إني لم أنوِّه باسمك إلا لخير، إن فلانًا - لرجل منهم - مأسور بدينه [عن الجنة، فإن شئتم فافدوه، وإن شئتم فأسلموه إلى عذاب الله]، فلو رأيت أهله ومن يتحرَّون أمره قاموا فقضوا عنه، [حتى ما أحد يطلبه بشيء] (١) .
عذاب الميت ببكاء الحي:
عندما طُعِن عمر بن الخطاب ﵁ دخل عليه صهيب يبكي، يقول: وا أخاه، واصاحباه، فقال عمر ﵁: يا صهيب أتبكي عليَّ وقد قال رسول الله ﷺ: " إن الميت يُعَذَّب ببعض بكاء أهله عليه " (٢) .
وقد أنكرت عائشة ﵂ أن يكون الرسول ﷺ قد قال هذا الحديث، ففي صحيح البخاري أن ابن عباس ذكر لعائشة ما قاله عمر بعد وفاته، فقالت: رحم الله عمر، والله ما حدَّث رسول الله ﷺ أن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه، ولكن رسول الله ﷺ قال: إن الله ليزيد الكافر عذابًا
_________
(١) قال الشيخ ناصر الدين الألباني في أحكام الجنائز (ص: ١٥): أخرجه أبو داود (٢/٨٤)، والنسائي: (٢/٢٣٣)، والحاكم (٢/٢٥، ٢٦)، والبيهقي (٦/٤/٧٦) والطيالسي في مسنده (رقم٨٩١، ٨٩٢) وكذا أحمد (٥/١١، ١٣، ٢٠) بعضهم عن الشعبي عن سمرة، وبعضهم أدخل بينهما سمعان بن مُشَنّج، وهو على الوجه الأول صحيح على شرط الشيخين، كما قال الحاكم ووافقه الذهبي، وعلى الوجه الثاني صحيح فقط، وقد ذكر الشيخ هناك من أخرج الروايات والزيادات.
(٢) الحديث رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي ﷺ: " يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه " فتح الباري: (٣/١٥١)، ورواه مسلم أيضًا، انظر جامع الأصول: (١١/٩٢) .
1 / 62