112

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

ناشر

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

ایڈیشن نمبر

الرابعة

اشاعت کا سال

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

پبلشر کا مقام

الكويت

اصناف

أقول: ومما يدل على كذب هذا الحديث قطعًا أن الألف السابعة هذه مضت وانقضت منذ أربعمائة سنة، وكثير من أشراط الساعة لم يقع بعد. ومن الأحاديث الصحيحة التي لا تدل على تحديد يوم القيامة ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: " قبل أن يموت بشهر: " تسألوني عن الساعة، وإنما علمها عند الله، وأقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ " (١) . وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر ﵄، قال: صلى بنا رسول الله ﷺ ذات ليلة العشاء في آخر حياته، فلما سلَّم قال: " أرأيتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد " (٢) . إن التأمل في هذين الحديثين يدل دلالة واضحة على أن الرسول ﷺ لم يرد في أقواله هذه قيام الساعة، وإنما أراد انقضاء القرن الذي هو فيه، أي أنه بعد مائة عام يموت كل من كان حيًا عندما قال الرسول ﷺ ما قال، وقد فقه هذا المعنى ابن عمر ﵁، وفقَّه الناس به عندما ذهبوا مذاهب شتى في فهم معنى قول الرسول ﷺ، ففي سنن الترمذي وسنن أبي داود بعد سياق عبد الله بن عمر لحديث الرسول ﷺ السابق، قال: " فوهل الناس (٣) في مقالة الرسول ﷺ تلك، فيما يتحدثونه بهذه الأحاديث: نحو مائة سنة، وإنما قال رسول الله ﷺ: " لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد، يريد بذلك: أن ينخرم القرن " (٤) . وفي صحيح البخاري وصحيح مسلم عن عائشة، قالت: " كان الأعراب

(١) جامع الأصول: (١٠/٣٨٧)، ورقم الحديث: (٧٨٩٠) ومعنى: نفس منفوسة: أي مولودة. (٢) جامع الأصول: (١٠/٣٨٨)، ورقم الحديث: (٧٨٩١) . (٣) الوهل: الفزع. أو ذهاب الفكر مذاهب بعيدة عن المراد. (٤) صحيح الجامع: (١٠/٣٨٨)، ورقم الحديث: (٧٨٩١) .

1 / 125