40
ومن الأمثلة على ذلك:
صفة علو الله تعالى: فالماتريدية فهموا من نصوص علو الله على عرشه وفوقيته على عباده أنه يلزم من ظاهرها أن الله تعالى في جهة، وأنه محاط وكل ذلك وصف الخلائق (^١)، وأن من كان في جهة لابد أن يكون بينهما مسافة مقدرة، ويتصور أن تكون أزيد من ذلك أو أنقص أو مساوية (^٢)، ولو كان في جهة لزم قدم المكان والجهة والحيز، ولزم كونه جسما، ومركبا أو يكون محلا للحوادث (^٣)، وأيضا: إما أن يساوى الحيز أو ينقص عنه فيكون متناهيا، أو يزيد عليه فيكون متحيزا (^٤).
وبناء على هذه الشبهة حرفوا نصوص العلو وعطلوا صفة العلو ووصفوا الله بصفات الممتنعات، فقالوا: إن الله لا داخل العالم ولا خارجه، ولا متصلا به ولا منفصلا عنه (^٥)، وأنه ليس في الجهات الست، لا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال، ولا أمام ولا خلف (^٦). وأنه ليس على العرش ولا على غيره، ولا فوق العرش (^٧)، فليس الله فوق العالم (^٨)، ويكفّرون من وصف الله تعالى بأنه في السماء أو وصفه بأنه فوق (^٩).
ويحرفون نصوص الكتاب والسنة في علو الله تعالى على خلقه وفوقيته على عباده إلى فوقية القهر والاستيلاء وتعاليه عن الأمكنية (^١٠). وعلو القهر والغلبة وعلو المكانة (^١١)، وفوقية الربوبية والعظمة (^١٢)، وغيرها من التأويلات الباطلة.
ومن الأمثلة صفة الكلام: وإذا تصوروا صفة الكلام يتبادر إلى أذهانهم "الآلة والجارحة" (^١٣) أي اللسان، والفم، والشفتان، والأسنان، والحلق، وأنه يلزم كون الله تعالى محلا للحوادث، والأعراض (^١٤).

(^١) كتاب التوحيد: ٧٠، وشرح العقائد النسفية: ٤٠.
(^٢) كتاب التوحيد: ٧٠، وشرح العقائد النسفية: ٤٠.
(^٣) شرح المواقف: ٨/ ٢٠ - ٢٢، وشرح العقائد النسفية: ٤٠.
(^٤) شرح العقائد النسفية: ٤٠، .
(^٥) كتاب التوحيد: ١٠٧، شرح العقائد النسفية: ٤٢، شرح المواقف: ٨/ ٢٣، وإشارات المرام: ١٩٧.
(^٦) شرح العقائد النسفية: ٤٠، وشرح المواقف: ٨/ ١٩، .
(^٧) أصول الدين للبزدوي: ٢٨.
(^٨) المرجع السابق: ٣١.
(^٩) البحر الرائق: ٥/ ١٢٠.
(^١٠) تأويلات أهل السنة: ١/ ٥٨، وإشارات المرام: ٩٨.
(^١١) شرح الفقه الأكبر: ١٧١.
(^١٢) شرح الإحياء للزبيدي: ٢/ ١٠٨.
(^١٣) حاشية العصام على شرح العقائد النسفية: ١٨١.
(^١٤) شرح العقائد النسفية: ٥٥، المسايرة: ٨٤.

1 / 40