نازی جرمنی
ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)
اصناف
Warto »، «الثورة
Insurekja »، «نضال العمال
Robotnik in Walce »، «الشعلة
»، «الشباب
Mlodziez »، «بولندة الحرة
Wolna Polska »، «القضية
Sprawa »، وغيرها. واتخذت أكثرية هذه الصحف شعارا لها بعض العبارات الوطنية، كقولها: «إن النصر هو عدم التسليم بعد الهزيمة!» أو «إن الهزيمة تكون دائما بمثابة الدرس اللازم لإحراز النصر في النهاية!» أو«إن الفرد الذي يرفض التضحية بنفسه من أجل الخلاص، لا يكون أهلا المتمتع بمزايا الحرية!» هذا عدا بعض الإرشادات، كأن يعطي القارئ العدد الذي بيده إلى قارئ بولندي آخر يثق به. ثم كثيرا ما كانت هذه الصحف تنشر قوائم بأسماء المتبرعين الذين يجودون بالمال وغيره حتى يمكنوها من الظهور. ومما يسترعي النظر أن بعض هؤلاء الوطنيين كانوا يتبرعون بالأغذية كالزبد والبيض والسجاير لمحرري الصحف السرية ومصدريها، والسبب في هذا أنه كان من المتعذر على أصحاب هذه الصحف الذين يطاردهم الجستابو ويرغمون على الانتقال كثيرا من مكان إلى آخر، أن يجدوا كفايتهم من الأغذية، لا سيما وأنهم ما كانوا يستطيعون استخدام بطاقات التموين.
ولعل أهم ما كانت تقوم به هذه الصحف، هو حديثها عن الطرق والأساليب التي يتبعها النازيون في تطبيق النظام الجديد في بولندة، ووصف الآثار التي أحدثها هذا النظام الجديد في حياة البلاد كإغلاق المصانع وتعطل ألوف العمال البولنديين، وصعوبات النقل المتزايدة بالسكك الحديدية، وعجز السلطات الألمانية عن تغيير القضبان الحديدية القديمة البالية والفوضى المنتشرة في مصالح النقل عموما، وما يتبع ذلك، كتعذر نقل الحيوانات والمواشي التي ظفر بها الألمان في «الأوكرين»، فقد كانوا يبغون إرسالها إلى ألمانيا أو إلى ميادين القتال لغذاء الجنود. غير أن عددا كبيرا من هذه المواشي كان ينفق في أفنية المحطات وعلى قارعة الطريق. وغني عن البيان أن مرجع هذا الخلل وهذه الفوضى، إقدام البولنديين على أعمال المقاومة الإيجابية العنيفة.
وكذلك كانت الصحف السرية تشجع الوطنيين على إتقان أساليب المقاومة السلبية كالامتناع عن إعطاء «الفرو» الذي طلبه الألمان حتى يتدثر به جنودهم في الميادين الروسية، أو تسليم أحذية الانزلاق على الجليد التي طلبوها أيضا لاستخدامها في الروسيا وفي النرويج، أضف إلى ذلك أن الصحف السرية صارت تعنى بنشر الموضوعات التي تبحث في آمال البلاد وأمانيها والأغراض التي تعتزم تحقيقها في المستقبل! من ذلك ما نشرته جريدة «بولندة الحرة» في عدد 28 يناير 1942 حيث قالت: «إننا نناضل من أجل دولة بولندية يكون هدفها الأعلى خدمة جميع مواطنيها على السواء، وهذه الدولة سوف يجري تنظيمها وفق إرادة العدد الأكبر من أهلها، ولفائدة كل فرد من أفرادها؛ ولذلك ينبغي أن تزول جميع الفروق الاجتماعية غير العادلة.» والحقيقة أنه على الرغم من وجود عدة أحزاب سياسية فقد اتفقت كلمتها جميعا على ضرورة توزيع الثروة على أثر انتهاء الحرب توزيعا عادلا، والعمل على تحقيق مبدأ تكافئ الفرص لأبناء الدولة الجديدة.
أما السادة الألمان فقد كافحوا هذه الصحف السرية بكل قسوة وبطش، وليس أدل على ذلك مما حدث في وارسو في أغسطس 1940 عندما قبض الجستابو على فتاتين تبلغان من العمر 14-16 سنة، وعثر معهما على عدد من الصحف السرية، فأعدم الألمان الفتاتين ثم سلموا الجثتين لأسرتيهما حتى لا يتحمل الألمان نفقات الدفن! أو ما حدث في 4 يولية 1941 عندما فاجأ الجستابو منزلا صغيرا في «تزرنيا كوف
نامعلوم صفحہ