ونكباء، فهي تارة في طريقٍ معبّد، وميثٍ مطرّد، وطورًا فوق حزنٍ وقردد، وصرحٍ ممرَّد، فبينما هي تنساب، كالحباب، إذا هي تلحق بالرّباب، وتحلّق كالعُقاب، فتحسبها تارةً تحت القتام جبلًا تقشع عنه الغمام، وتخالها مرةً عائمًا على شفا، قد غاب إلّا هامةً أو كتفًا.
وصف البحر
والبحر آونةٌ كالزّجاجِ الندي، أو السّيف الصدي، يلوح كالصّفيحةِ المدحوّة، أو المرآة المجلوّة. وحينًا يضرب زخاره، ويموج مواره، فكأنّما سيّرت الجبال، وكأنّما ترى قبابًا فوق أفيال وكأنّ قبورًا في اليمِّ تُحْفَرْ وألويةً عليه تُنْشَرْ، وكأنّ العِدّ يمخض عن زبد. وكأنّ الدوي من جرجرة الآذي، زئير الأسد، وهزيم الرّعد.