اللہ کائنات اور انسان
الله والكون والإنسان: نظرات في تاريخ الافكار الدينية
اصناف
لماذا كان في معرفة آدم لأسماء الحيوانات تفوق على الملائكة، على الرغم من أن معرفته هذه جاءت من الله لا من نفسه؟ (ج):
لا جواب عندي على هذا السؤال، لو كان آدم متفوقا على الملائكة وحكمته من حكمة الأنبياء لعرف الأسماء دون أن يعلمه الله إياها. ولو أن الله علم الملائكة الأسماء ولم يعلمها لآدم لأظهروا تفوقا في الحكمة، إذا كان في ذلك حكمة. على أننا نفهم من الرواية التوراتية للقصة في سفر التكوين أن الله لم يتدخل لصالح آدم، حيث يقول النص: «وجبل الرب الإله من الأرض كل حيوانات الأرض وطيور السماء، فأحضرها إلى آدم ليرى ماذا يدعوها، وكل ما دعا به آدم ذات نفس فهو اسمها» (التكوين، 2: 19). وهنا نلاحظ على سبيل المقارنة أن الرواية القرآنية جاءت في اتفاق مع الرواية التوراتية غير الرسمية لا مع الرواية الرسمية؛ حيث نقرأ في سورة البقرة:
وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة . (س):
حسنا، أعتقد أنه قد توضحت لنا الآن ملامح أسطورة أساسية تكونت من عدة تيمات أساطير تولدت بعضها من بعض، وهي: (1) التكوين وخروج الألوهة من كمونها في الأزلية. (2) ميلاد الشيطان وفساد العالم. (3) سقوط الإنسان. (4) صراع الخير والشر الذي يدفع حركة التاريخ نحو نهاية محتومة. (5) اليوم الأخير ودمار العالم القديم. (6) القيامة العامة للموتى، والثواب والعقاب. (7) تجديد العالم ودخوله في الأبدية. ما هي الصيغة المسيحية والإسلامية لهذه الأسطورة الأساسية؟ (ج):
الصيغة المسيحية متفردة من حيث تفسيرها لهذه التيمات الأسطورية؛ فقد تبنتها من حيث الشكل وخالفتها في المضمون. ويأتي تفرد الصيغة المسيحية من رؤياها الخاصة لخطيئة الإنسان الأول، ولكي أوضح هذه النقطة سوف أعود إلى كتاب حياة آدم، والمشهد الأخير الذي يصور وفاته: «ولسبعة أيام أظلمت الشمس وأظلم القمر والنجوم. وكان شيت يحتضن جسد أبيه، وحواء تشبك ذراعيها فوق رأسها المنكس على ركبتيها، وكل الأولاد يبكون بحرقة. وبينما هم على هذه الحال تجلى لهم الملاك ميخائيل واقفا عند رأس آدم، وقال لشيت: «انهض عن جسد أبيك لكي أطلعك على ماذا أعد الرب له. لقد رحم الرب مخلوقه وتاب عليه».» ولدينا في القرآن الكريم آية بخصوص مغفرة الله لخطيئة آدم:
فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم (البقرة: 37).
أما في المسيحية فإن الله لم يغفر لآدم خطيئته، وأكثر من ذلك فإن خطيئة آدم تحولت إلى خطيئة أصلية حملتها ذريته من بعده؛ فالكل خاطئون والكل ورث الخطيئة عن آدم وينوء تحت ثقلها. هذه الفكرة لا نجد لها أثرا في الأناجيل ولا في بقية أسفار العهد الجديد، وإنما في فكر بولس الرسول وفي اللاهوت المسيحي اللاحق؛ فبولس ينظر إلى الموت باعتباره عقابا على الخطيئة الأصلية، وكما جلب آدم على ذريته الخطيئة، فقد جلب عليهم الموت (الرسالة الأولى إلى أهالي روما، 5: 12). ولكن المسيح الذي يدعوه بولس بآدم الثاني قهر الموت من خلال موته على الصليب وقيامته، وجعل الحياة الأبدية متاحة لكل من آمن به وتوحد معه (الرسالة الأولى إلى أهالي روما، 5: 15-16). وهكذا وبعد أزمنة متطاولة أدار الله فيها وجهه عن البشرية، فقد تصالح معها في يسوع المسيح (الرسالة الثانية إلى أهالي كورنثة، 5: 18-21). واستنادا إلى هذه الفكرة المركزية في لاهوت بولس الرسول، قامت الكنيسة بصياغة رؤياها اللاهوتية للتاريخ المقدس.
فقد خلق الله العالم الروحاني قبل العالم المادي، وكان أول ما خلق حشد من الملائكة صنعهم من جوهر النار، ووهبهم خصيصة الحرية، فتوضعوا في تسعة أفلاك تحيط بمركز النور الأسمى ولكل طبقة رئيس. بين هؤلاء كان المدعو لوسيفر؛ أي الوضاء، أجملهم وأفضل ما يمكن لصنعة الله البديعة أن تخلقه، حتى ظن أنه يستحيل على الله أن يخلق من هو أكمل وأعلى شأنا منه، فتملكه الغرور وقاده إلى الاعتقاد بقدرته على الارتقاء إلى مقام أعلى يعادل مقام العلي، فقال في نفسه: أرغب في أن أكون سيدا أعلى، وألا يكون فوقي أحد. فأيده أتباعه قائلين: نرغب في رفع عرش مولانا ليبلغ عرش العلي. عند ذلك طوح به العلي خارج دائرة النور، وتبعه من والاه مديرين وجوههم عن دائرة النور، فانطفأ بريقهم وصاروا كفحم خامد، وراحوا يتهيئون لتخريب خطة خلق الله، ثم إن الله باشر عمليات الخلق وانتهى منه في ستة أيام. وهنا تسير قصة خلق الإنسان وسقوطه وفق القصة الواردة في سفر التكوين، ولكن مع تعديل واحد مفاده أن إبليس تسلل إلى الجنة في هيئة الحية، وتنتهي باللعنة التي قادت إلى سقوط العالم بأكمله وانفصاله عن مجد الله، ووضعه في يد الشيطان في انتظار قدوم المسيح المخلص. وبذلك ابتدأت مرحلة تمازج الخير والشر.
لقد كان عارفا منذ البداية أن الحرية التي أعطاها للملائكة وللإنسان سوف يساء استخدامها، وأن العالم سيقع فريسة للموت والفساد نتيجة عصيان الكائنات العاقلة، ولكنه كان يضمر خطة لتخليص الإنسان وتطهير العالم في الوقت المناسب دون الإخلال بمبدأ الحرية؛ فسوف يهبط الكلمة، وهو الأقنوم الثاني في الثالوث، إلى الأرض ليغدو إنسانا ويدخل في دورة الحياة والموت لكي يخلص خليقته من اللعنة القديمة، وهكذا كان؛ فبعد عصور الظلام ولد الكلمة من رحم العذراء، وتجلى في هيئة يسوع الناصري، فعاش في الزمن الدنيوي وشارك البشر الألم والمعاناة، ثم مات على الصليب لأجل خلاصهم، وبذلك افتدت الذبيحة الإلهية، وهي القربان الكامل، الإنسان وخلصته من الموت الذي جلبته خطيئة آدم؛ فالتاريخ الذي ابتدأ بآدم سوف يبدأ بداية جديدة بيسوع، وما الزمن الفاصل بين هاتين البدايتين إلا عصر جاهلية إنسانية كان العالم خلاله ينتظر قدوم المخلص الذي يستعيد العالم من يد الشيطان.
ولقد ابتدأت مرحلة الفصل بين الخير والشر بميلاد يسوع، وأخذت قوة الشر بالتلاشي؛ لأن كل من آمن بيسوع مخلصا سوف يقاوم أعمال الشيطان، وتنتهي هذه المرحلة بالمجيء الثاني ليسوع المسيح الذي سيظهر آتيا على سحاب السماء لينهي العالم القديم ويقيم على أنقاضه عالما جديدا؛ عندئذ تحدث القيامة العامة للموتى ويحاسب كل واحد على ما قدمت يداه، ويؤسس يسوع لمملكة الرب الأولى على الأرض، وفيها يعيش مع المؤمنين مدة ألف سنة، وبعد ذلك تأتي مملكة الرب الثانية التي يدخل فيها العالم في الأبدية. (س):
نامعلوم صفحہ