20

الخطابة عند العرب

الخطابة عند العرب

تحقیق کنندہ

ياسر بن حامد المطيري

ناشر

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٣ هـ

پبلشر کا مقام

الرياض - المملكة العربية السعودية

اصناف

عليهم أن يلفِظوا به على وَجْهٍ سليم، ومثل هذا واصل الغَزَّال، فقد كان ألثغَ قبيحَ اللُّثغَة في النُّطْقِ بالراء، فكان يتحامَى أن ينطِق بكلمةٍ تحتوي على الراء، على كثرة تردد الرَّاء في الكلام، ولقوَّة عارِضَتِه، وغَزَارة مادَّته من اللغة استطاع أن يلقيَ الخُطَبَ الطِّوَال دون أن يأتيَ على لفظٍ يشتملُ على هذا الحرف، وقد مَدَحَه بهذا الصنيع بعضُ الشعراء فقال: عليمٌ بإبدالِ الحروفِ وقَامِعٌ ... لكلِّ خطيبٍ يغلبُ الحقَّ بَاطِلُهْ ومما يؤخذ به الخطيب أن ينطقَ بالألفاظ في عَجَلٍ حتى يَصِلَ الحرفَ أو اللفظَ بأخيه قبل أن يستقرَّ الحرفُ أو اللفظُ الأول في موضعِه، والأدب الجميل أن يمكِّن الحروف تمكينًا، ويفصِّلَ الكلمات تفصيلًا، وكذلك كان كلامُ أفصحِ الخليقة صلوات الله عليه، قالت أم المؤمنين عائشة ﵂: "ما كان رسولُ الله ﷺ يَسْرُدُ سَرْدَكم هذا، ولكنَّه كان يتكلَّم بكلامٍ بَيِّنٍ فَصْلٍ يحفظُه مَنْ جلس إليه".

1 / 190