463

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

الكفاية في التفسير بالمأثور والدراية

ناشر

دار القلم

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

١ من فوائد الآية أن الجنة التي أُسكنها آدم أولًا كانت عالية؛ لقوله تعالى: ﴿اهبطوا﴾؛ والهبوط لا يكون إلا من أعلى.
٢ ومنها: إثبات كلام الله؛ لقوله تعالى: (قلنا).
٣. ومنها: أن التوكيد في الأسلوب العربي فصيح، ومن البلاغة؛ لقوله تعالى: ﴿جميعًا﴾؛ وهو توكيد معنوي: لأنه حال من حيث الإعراب؛ لأن الشيء إذا كان هامًا فينبغي أن يؤكد؛ فتقول للرجل إذا أردت أن تحثه على الشيء: "يا فلان عجل عجل عجل" ثلاث مرات؛ والمقصود التوكيد، والحث.
٤.ومنها: أن الهدى من عند الله؛ لقوله تعالى: ﴿فإما يأتينكم مني هدًى﴾.
فإن قال قائل: "إنْ" في قوله تعالى: ﴿فإما﴾ لا تدل على الوقوع؛ لأنها ليست كـ "إذا"؟ قلنا: نعم، هي لا تدل على الوقوع، لكنها لا تنافيه؛ والواقع يدل على الوقوع. أنه ما من أمة إلا خلا فيها نذير؛ وممكن أن نقول: في هذه الصيغة. ﴿فإما يأتينكم﴾. ما يدل على الوقوع؛ وهو توكيد الفعل.
ويتفرع على هذه الفائدة: أنك لا تسأل الهدى إلا من الله ﷿؛ لأنه هو الذي يأتي به.
٥. ومن فوائد الآية: أن من اتبع هدى الله فإنه آمن من بين يديه، ومن خلفه؛ لقوله تعالى:
﴿فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾.
٦. ومنها: أنه لا يتعبد لله إلا بما شرع؛ لقوله تعالى: ﴿فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾.
٧. ومنها: أن من تعبد لله بغير ما شرع فهو على غير هدى؛ فيكون ضالًا كما شهدت بذلك السنة؛ فقد كان النبي ﷺ في خطبة الجمعة يقول: "وشر الأمور محدثاتها؛ وكل محدثة بدعة؛ وكل بدعة ضلالة (١).
٨ - وفي هذه الآيات وما أشبهها، انقسام الخلق من الجن والإنس، إلى أهل السعادة، وأهل الشقاوة، وفيها صفات الفريقين والأعمال الموجبة لذلك، وأن الجن كالإنس في الثواب والعقاب، كما أنهم مثلهم، في الأمر والنهي (٢).
القرآن
﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٣٩)﴾ [البقرة: ٣٩]
التفسير:
والذين جحدوا وكذبوا بآياتنا المتلوة ودلائل توحيدنا، أولئك الذين يلازمون النار، هم فيها ماكثون أبدًا لا يفنون ولا يخرجون.
قوله تعالى: ﴿﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [البقرة: ٤٠]، الذين كفروا بالله، فاستكبروا عن طاعته، ولم ينقادوا لها" (٣).
قال الثعلبي: " أي جحدوا" (٤).
قال المراغي: " أي وأما الذين لم يتبعوا هداى، وهم الذين كفروا بآياتنا اعتقادا" (٥).
قال قتادة: ﴿والذين كفروا﴾، "المشركون من قريش" (٦).
قوله تعالى: ﴿وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا﴾ [البقرة: ٣٩]، أي: وكذبوا"بالكتاب والرسول" (٧).
قال الثعلبي: " يعني القرآن" (٨).

(١) أخرجه النسائي ص ٢١٩٣، كتاب صلاة العيدين، باب ٢٢: كيف الخطبة، حديث رقم ١٥٧٩ ن بزيادة: "وكل ضلالة في النار"، وقال الألباني في صحيح النسائي: صحيح [١/ ٥١٢، حديث رقم ١٥٧٧]، وأصله في مسلم ص ٨١٣، كتاب الجمعة، باب ١٣: تخفيف الصلاة والخطبة، رقم الحديث ٢٠٠٥ [٤٣] ٨٦٧، بدون: "وكل محدثة بدعة" ولا "وكل صلالة في النار".
(٢) أنظر: تفسير السعدي: ٥٠.
(٣) تفسير ابن عثيمين: ١/ ١٤١.
(٤) تفسير الثعلبي: ١/ ١٨٥.
(٥) تفسير المراغي: ١/ ٩٣.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٢٧): ص ١/ ٩٤.
(٧) محاسن التأويل: ١/ ٢٩٥.
(٨) تفسير الثعلبي: ١/ ١٨٥.

2 / 205