اللآلئ المضیئہ - الجزء الاول
الجزء الأول
اصناف
فقال الأول: أصبح مستأسر الأسارى أسيرا ثم تكلم كل واحد منهم، ومن كلام الإسكندر: السعيد من لا يعرفنا ولا نعرفه فإنا إذا عرفناه أطلنا يومه وأطرنا نومه، وقيل له: إنك عظمت معلمك أكثر من تعظيم أبيك، فقال: لأن أبي سببب حياتي الفانية، ومعلمي سبب حياتي الباقية.
وقال: النظر في المرآة يرى رسم(1) الوجه، وفي أقاويل الحكماء ترى رسم النفس.
وجلس يوما مجلسا عاما فلم يسل(2) فيه حاجة، فقال: والله ما أعد هذا اليوم من ملكي.
قيل: ولم أيها الملك؟
قال: لأنه لا توجد لذة الملك إلا بإسعاف الراغيين، وإغاثة الملهوفين، ومكافأة المحسنين، وقال: من انتجعك فقد أسلفك حسن الظن بك.
وغضب يوما على بعض شعرائه فأقصاه وفرق ماله في أصحابه، فقيل له في ذلك، فقال: أما إقصاي له فلحرمة، وأما تفريقي ماله في أصحابه فلئلا يشفعوا فيه، انتهى ما ذكره في (شرح الرسالة).
وأما ذو القرنين المذكور في القرآن، فروى الإمام أبو الفتح الديلمي عليه السلام في تفسيره، عن علي عليه السلام أنه لم يكن نبيا، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله وناصح لله فنصره الله، فضربوه على قرنه فمكث ما شاء الله، ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر، وإنما سمي ذا القرنين؛ لأنه المضروب على جانبي رأسه، على ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام.
صفحہ 77