واعلم أن الزحيف رحمه الله تعالى قال في خطبة كتابه ما لفظه: إن أكثر الذي جمعته فيه من قوله، وكان أول خطب بين أمته إلى أن بلغت به سيرة المنصور بالله عليه السلام منقول من كتاب (الشافي) للمنصور بالله عبد الله بن حمزة [عليه السلام](1)، وهو كتاب كبير أربعة أجزاء، احتوى الجزء الأول منها على ذكر أهل البيت عليهم السلام وذكر من عارضهم من بني أمية وبني العباس إلى وقت المنصور، والسبب في ذلك أن فقيها في عصره من شافعية اليمن يعرف بأبي القبائل ويسمى عبد الرحمن بن منصور الأشعري الشافعي، أنشأ رسالة سماها (الخارقة) قدح فيها على المنصور وسائر الزيدية، وقال: إنه يتولى الأولين منهم دون الآخرين، لأنهم كما زعم(2) خالفوا اسلافهم في العقائد في أمور الصحابة، وقال: إن الزيدية لا معرفة لهم بطرق رواية الحديث [ص 3]، وقال: إنه يأتم بأئمة بني العباس ونحوهم من بني أمية دون أئمة أهل البيت عليهم السلام، فاحتاج المنصور بالله عليه السلام أن يذكر من تغلب على الملك من وقت معاوية بن أبي سفيان إلى وقت هذا الشافعي، فحقق له المنصور بالله معائيبهم وخروج أكثرهم عن حدود الدين فضلا عن أن يتسموا بأمرة المؤمنين، وكذلك ذكر أحوال من في عصرهم من أقمار العترة الأطهار، وكان المنصور عليه السلام كلما فرغ من المتعارضين من الفريقين قال: فما تقول يافقيه الخارقة؟ حلقتك الحالقة، فكان هذا النبز لاصقا بهذا الفقيه لأجل القال الذي خرج من فيه، وقال (ص بالله) عليه السلام في أول الجزء الثاني من (الشافي): أما بعد فإنا لما وقفنا على رسالة فقيه القدرية الجبرية الغوية التي صدرها باسم (الخارقة) لأستاذ القدرية المارقة، زاعما أن من خالفه من أهل العدل والتوحيد هم القدرية، دعانا ذلك إلى ذكر فصل في ذكر القدرية من هم ومن هو أحق بهذه التسمية ومعناها؟ إذ قد صح عند الجميع ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((القدرية مجوس هذه الأمة)) ثم ذكر الفصل وأجاب على صاحب الخارقة في مسائل الإمامة وغيرها، قال الزحيف: وما كان في شرح المنظومة [من](1) بعد المنصور بالله عليه السلام فإني نقلته من مضان الصحة، وقد عزوته في الأغلب إلى مكانه فليكن خاطر الواقف على نقل هذا طيبا. انتهى.
هذا والله أسأل، وبنبيه أتوسل، أن يجعل لي فيما جمعته نصيبا من رحمته وحظا وافرا من مثوبته إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير.
صفحہ 7