اللآلئ المضیئہ - الجزء الاول
الجزء الأول
اصناف
ورقة بن نوفل بن عبد العزى
وهو ابن عم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى، وكان رغب عن عبادة الأصنام وطلب الدين فتنصر فذكرت له خديجة [شيئا](1) من أمر محمد، فقال: إنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى عليه السلام، ومنهم بحيرة الراهب، ومنهم:
زيد بن عمر(2) بن نفيل
أبو سعيد أحد العشرة، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله، وخرج إلى راهب على ساحل البحر ليدله على الدين، فقال: ممن أنت؟
فقال: من قريش.
فقال: فارجع فإنك في وقت ظهور النبي صلى الله عليه وعلى آله فرجع، فأبطى عليه خروجه فخرج إلى النصارى بالشام فأنكر عليهم فقتلوه، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله: ((إن زيدا ليبعث أمة وحدة)) وهو القائل: أسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخرا ثقالا، وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا، وفيه يقول ورقة بن نوفل لما قتل:
رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما ... تجنبت تنورا من النار حاميا
ومن العرب من كان مقرا بالبعث ومنكرا لعبادة الأوثان من غير تنصر مثل، عامر بن الظرب العدواني، وكان من حكماء العرب وخطبائهم، وله وصية يوصي فيها بمكارم الأخلاق، ومما قال فيها: إني ما رأيت شيئا قط خلق نفسه، ولا رأيت موضوعا إلا مصنوعا(3)، ولا جايبا إلا ذاهبا، ولا نعمة إلا ومعها بؤس، ولو كان يميت الناس دآء لأعاشهم الدواء فهل لكم في العلم العليم، قيل [له](4): ماهو؟ فقد قلت فأصبت وأخبرت فصدقت.
فقال: أمور تنسى، وتنسي حتى.
قالوا: وما حتى؟
قال: حتى يرجع الميت حيا، ويعود لا شيئ شيئا، ولذلك خلقت السماوات والأرض فتولوا عنه ذاهبين.
وقال: ويل أمها نصيحة، لو كان من يقبلها.
ومنهم: زهير بن أبي سلمى يدل على ذلك قوله:
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر ... ليوم الحساب أو يعجل فينقم(5) ومنهم: زيد الفوارس بن حصين بن ضرار الضبي، وهو الذي يقول:
صفحہ 44