اللآلئ المضیئہ - الجزء الاول
الجزء الأول
اصناف
غزوة الرجيع ثم كانت غزوة الرجيع وهو ماء لبني هذيل بين (مكة) و(عسفان) بناحية الحجاز، وذلك في صفر على رأس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة، وذلك أن نفرا من عضل والقارة، وهم من بني خزيمة بن مدركة قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم- فأظهروا الإسلام وسألوه أن يبعث معهم نفرا من أصحابه يفقهونهم في الدين، فبعث معهم صلى الله عليه وآله ستة، وقيل: عشرة، فخرجوا حتى إذا كانوا في الرجيع غدروا بهم، ولقيهم مائة من هذيل بأيديهم السيوف فقتلوا بعضهم وأسروا بعضا.
قلت: ذكر رزين بن معاوية الأندلسي في جامعه أنهم لما أحاطوا بهم قالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم أحدا، فقال عاصم بن أبي الأفلح: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر اللهم أخبر عنا رسول الله(1) فجعل يرميهم، ويقول:
ما علتي وأنا جلد نابل ... والقوس فيها وتر عنابل
فقاتلهم فرموهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر بالنبل، وبقي حبيب وزيد بن دثية ورجل آخر فأعطوهم العهود، فلما أعطوهم ذلك نزلوا إليهم، فحلوا أوتار قيوسهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما: هذا أول الغدر فأبي أن يصحبهم فقتلوه، وانطلقوا بخبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيبا بنو الحرث بن عامر بن نوفل، وكان خبيبا هو قتل الحرث يوم بدر، ولما أجمعوا على قتله قال: دعوني أصلي ركعتين، وكان أول من سن الركعتين عند القتل، وقال: اللهم، احصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، ثم قال:
وما أن أبالي حين أقتل مسلما
وذلك في ذات الإله وإن يشاء ... على أي شق كان في الله مصرعي
يبارك على أوصال شق ممزع
[وفي سيرة ابن هشام](2):
فذا العرش صبرني على ما يراد بي
[إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي ... فقد بضعوا(3)لحمي وقد يأس مطعمي
وما أرصد الأعداء لي عند مصرعي](4)
[وذلك في ذات الإله ...البيت وهي عشرة أبيات](1)، ثم قام عتبة بن الحارث فقتله.
صفحہ 204