اللآلئ المضیئہ - الجزء الاول
الجزء الأول
اصناف
قال في (السفينة): يوم السبت للنصف من شوال سنة ثلاث، وهي الوقعة التي امتحن الله فيها عباده المؤمنين، وميز بين المنافقين والمخلصين، وكان فيها من دلائل النبوة والبراهين العظيمة، والآيات الباهرة، شيء كثير، وكان من حديثها أن قريشا ألبت العرب، وجمعتها لحرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال الحجوري: قال الطوسي: خرج أبو سفيان بعد حرب وقد شد وسطه، وطاف في قبائل العرب مستجيشا، وفي (السفينة): وبعثوا أبا عزة الشاعر، الذي من عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببدر، ليدعو كنانة إلى حربه صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج ينشد الأشعار ويحث الناس، فخرجوا من (مكة) ومعهم الظعن خمس عشرة امرأة يضربن الدفوف، ويندبن قتلى بدر.
قال الطوسي: وحمل معهن حبل على ناقة وعقدوا ثلاثة ألوية، وكان أبو عامر الفاسق قد خرج في خمسين رجلا إلى (مكة) وحرض قريشا، وسار معها وهو يعدهم أن قومه يؤازرونهم(1)، واسم أبي عامر هذا عمرو بن صيفي الراهب، وكان رأس الأوس في الجاهلية، وكان مترهبا، فلما جاء الإسلام ..... فلم يدخل فيه، وساروا من (مكة) لخمس مضين من شوال في ثلاثة الآف رجل، ومائتي فارس، وثلاثة الآف بعير، ومعهم سبع مائة درع، والنسوة المذكورات حتى نزلوا بظاهر (المدينة) الأربعاء، فرعت إبلهم الزرع يوم الخميس ويوم الجمعة، حتى لم يتركوا خضرا، ورأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم رؤيا فقال: ((أيها الناس، إني رأيت في منامي رؤيا، رأيت كأني في درع حصينة، ورأيت كأن سيفي ذا القفار انفصم من عند ضبته، ورأيت بقرا تذبح، ورأيت كأني مردفا كبشا)).
قالوا: يا رسول الله، ما أولتها؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((أما الدرع الحصينة فالمدينة فامكثوا فيها، واما انفصام سيفي فرجل يقتل من أهل بيتي، وأما البقر المذبحة فقتلى من أصحابي، وأما أني مردف كبشا فكبش الكتيبة نقتله إن شاء الله)).
صفحہ 192