اللآلئ المضیئہ - الجزء الاول
الجزء الأول
اصناف
قيل: كان يحمل كل طائر ثلاث حجار واحدة في منقاره، وحجرين في رجليه أمثال(1) الحمص، وليس كلهم أصابت، وخرج من خرج هاربا منهم يبتدرون الطريق التي جاؤا منها، وهم يسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم على طريق اليمن، وأصيب أبرهة في جسده، وخرجوا به [معهم](2) تسقط أنملة أنمله، كلما سقطت أنملة تبعتها(3) منه مدة تمت قيحا ودما، فقدموا به (صنعاء) وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه، ولما أصابهم الله بما أصابهم من رمي الطير ونفيل في ذرى الجبل ينظر إليهم، وهم ينادونه قال [نفيل](4) في ذلك:
ألا حييت عنا يا ردينا .... نعمناكم مع الإصباح عينا
ردينة لورأيت ولن تراه .... لذي جنب المحصب ما رأينا
إذا لعذرتني وحمدت أمري .... ولم تأس على ما فات بينا
فكل الناس يسأل عن نفيل .... كأن عليا للحبشان دينا
ذكر هذا الإمام محمد بن المطهر في [عقوده](5) (عقود العقيان) وهو في (سيرة ابن هشام) [ثم ملك بعد أبرهة ابنه يكسوم، ثم ملك بعده أخوه مسروق بن أبرهة](6)، وسيف بن [ذي](7) يزن هو الذي وفد عليه عبد المطلب بن هاشم في وجوه قريش ووجوه قبائل العرب يهنؤنه بالظفر على العبيد فبشر سيف عبد المطلب بابن(8) ابنه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان مولودا في وقته.
قالوا: ولم تزل الولاة تداول اليمن من قبل كسرى حتى جاء الله بالإسلام فملكها [بعد](9) ذي يزن أنوشروان بن وهرز، ثم رجال عدة سحار ثم جرزاد، ثم المرسحان، ثم المرزبان ثم ابنه جرحيش ثم باذان، ثم ساسان.
صفحہ 105