اللآلئ المضیئہ - الجزء الاول
الجزء الأول
اصناف
ومن التبابعة: الحرث(1) الرائش بن شداد بن قيس بن صيفي بن حمير هذا نسبه الصحيح، والتبابعة من ذريته، وكان الحرث الرائش يدعى ملك الأملاك، وما يملك الأملاك إلا الله عز وجل، ولما توفي أبوه شداد بن قيس قام بعده، فأخذ في أهبة المسير والغزو وأمر باتخاذ الخيل والسلاح، وهو أول من غزا بلاد العجم، وافتتح أرض (بابل) والمشرق بعد سباء بن ليشحب، وأصاب بها الغنائم [الكثيرة](2) العظيمة فراش بها (حميرا) و(كهلان)، فسمي الرائش؛ لأنه أدخل اليمن مالم يدخله غيره من ضنين الأقاليم، وغزا في عمره مرتين إحداهما إلى بلد (السند) و(الهند) وما يلي تلك البلاد، وأمر ببناء مدينة في (بلاد الهند) سميت (الرائشة) باسمه، فسمتها العجم (الواية).
وغزا الغزوة الثانية: إلى أرض (بابل) و(خراسان) وأرض (الترك)، وكان في عصر موسى بن عمران النبي صلى الله عليه(3)، ثم أمر إليه منو شهر(4) جد الأكاسرة ملوك الفرس بهدايا عظيمة، واستنصره على الترك؛ لأنهم كانوا قد استظهروا على الفرس وأباحوا بلادهم، فظهر عليهم، ونهض في مائة وخمسين ألفا، وكانت طريقه على جبل (طي) حتى خرج ما بين (العراق) والجزيرة ونزل (الموصل) حتى دخل على الترك (أذربيجان) فقتلهم وسبى ذراريهم، وأمر بمسند هناك مكتوب في حجر بالقلم الحميري على باب (مرو) مدينة الترك.
لحمير في كل أرض أثر ... على كل حجر نباء أو خبر
قالوا: وإنما سمي الترك تركا؛ لأن سباء بن يشجب لما سبى أهل (بابل) استفتح منهم قوم من ولد يافث، وقال: اتركوهم فسموا الترك، وولى الحرث منو شهر [على بلاد الفرس](5) وكان يمده على الترك، وهو القائل: يبشر بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومنها:
صفحہ 98