كاسم لمدينة يسوع ولكنها نسبت إليها بصيغة
Nazarene
الإنكليزية، وصيغة
Nazoreon
الفرنسية. وهنا تعلق الترجمة الكاثوليكية الجديدة للآباء اليسوعيين (1989م) على عبارة متى «إنه سيدعى ناصريا» بقولها: «ناصريا: يصعب علينا أن نعرف بدقة ما هو النص الذي يستند إليه متى من العهد القديم. فاللفظ المستعمل (
Nazoraos = ) لا يدل على أحد سكان الناصرة ولا على أحد من شيعة الناصريين، بل كان متى يرى فيه (على ما يبدو) لفظا يعادل الجليلي (قارن مع متى، 26: 69). ولربما أراد متى أن يشير باللفظة إلى قدوس الله المثالي، إلى النذير أو المنذور لله، على ما نجده في سفر القضاة 13: 5».
وأغلب الظن أن تعبير
Nazoraios
اليوناني هو المعادل لتعبير «النذير»، أو «المنذور» الوارد في التوراة، وهو واحد من جماعة النذيرين التي تنفرد بأخلاقيات معينة وممارسات خاصة بهم؛ فهم لا يشربون الخمر أو أي شيء مصنوع من العنب، ولا يحتكون لأي سبب بجثة ميت، ولا يقصون شعورهم، ويتبعون نظاما غذائيا صارما. وقد كان شمشمون واحدا من هؤلاء النذيرين على ما نقرأ في سفر القضاة: «وكان رجل من صرعة من عشيرة الدانيين اسمه منوح وامرأته عاقر لم تلد فتراءى ملاك الرب للمرأة وقال لها: ها أنت عاقر لم تلدي، ولكنك تحبلين وتلدين ابنا. والآن فاحذري ولا تشربي خمرا ولا مسكرا ولا تأكلي شيئا نجسا. فها أنت تحبلين وتلدين ابنا ولا يعلو موسى (= أداة الحلاقة) رأسه، لأن الصبي يكون نذيرا لله من البطن، وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين» (القضاة، 13: 2-7).
ويرد ذكر هؤلاء النذيرين في مواضع عدة من كتاب التوراة، ومنها ما ورد في سفر النبي عاموس في معرض تنديده بخطايا بني إسرائيل: «... وأنا أصعدتكم من أرض مصر وسرت بكم في البرية أربعين سنة لترثوا أرض الأموري، وأقمت من بينكم أنبياء ومن فتيانكم نذيرين. أليس هكذا يا بني إسرائيل يقول الرب؟ لكنكم سقيتم النذيرين خمرا وأوصيتم الأنبياء قائلين لا تتنبئوا» (عاموس، 2: 10-12). وكان النبي الكبير صموئيل منذورا للرب من بطن أمه أيضا (صموئيل: 1).
نامعلوم صفحہ