Alfiyya of Verb Forms - by Al-Qasim
لامية الأفعال - ت القاسم
تحقیق کنندہ
د عبد المحسن بن محمد القاسم
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
اصناف
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
مُقَدِّمَةٌ
الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمِين، والصَّلاة والسَّلام على أشرفِ الأنبياءِ والمرسَلين، نبِيِّنا محمَّدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعِين.
أمَّا بعدُ:
فقد نزل القرآنُ الكريم بلُغةِ العرب، قال سبحانه: ﴿إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا﴾، فحِفْظُ اللُّغة وتعلُّمُها وصيانتها من حِفظ الدِّين، قال شيخُ الإسلام: «ومعلومٌ أنَّ تعلُّمَ العربيَّة فرضٌ على الكفاية، وكان السَّلف يُؤدِّبون أولادهم على اللَّحْنِ، فنحنُ مَأْمُورون أمرَ إيجابٍ أو أَمْرَ استحبابٍ أن نحفظَ القانون العربيَّ، ونُصلِح الأَلسُنَ المائِلَة عنه؛ فيُحفظ لنا طريقةُ فهم الكتاب والسُّنَّة» (^١).
وعلمُ الصَّرْفِ من أهمِّ علوم العَرَبيَّة، فهو يُعنى بضبط صِيَغِ المُفْردات ومعانِيها، ويَعصمُ من اللَّحْنِ في نطق حروفِها ومَبانيها، ولا ينتظِم عِقد علمٍ إلا وفَنُّ الصَّرْف واسطتُه، ولا ارتفع منارُه إلا وهو قاعدتُه.
_________
(^١) مجموع الفتاوى (٣٢/ ٢٥٢).
1 / 5
وقد تعاقب العلماءُ على التَّصنيف فيه ما بين مُطوَّلٍ ومُختصَرٍ، وما بين مَنثُورٍ ومَنظُومٍ، فمِن المُختصَرِ المَنثُورِ كتابُ جمالِ الدِّين أبي عَمرٍو عثمانَ بن عُمَر بن أبي بكر المعروف بابن الحَاجِبِ (ت ٦٤٦ هـ): «الشَّافِيَةُ فِي عِلْمِ التَّصْرِيفِ وَالخَطِّ»، ومن المَنظُومِ المُختصَرِ نَظْمُ أبي عبد اللَّه مُحمَّدِ بن عبد اللَّه ابن مالكٍ (ت ٦٧٢ هـ)؛ حيث نظمَ خلاصةَ ما جمعه الأقدمون من أوزانِ ومعاني كلمات لغةِ العرب، وجعلها تتمةً لألفيَّتِهِ في النَّحو فيما فاته من تصريف الأفعال، وذكر فيها الضَّوابطَ القياسيَّة وحصر ما شذَّ عن ذلك، بمنظومةٍ اشتهرت بـ «لَامِيَّةِ الأَفْعَالِ»؛ لأنَّها بُنيت على رَوِيِّ اللَّام، وأُضِيفت إلى الأفعال؛ تغليبًا لها لا اختصاصًا بها، وحَوَتْ (١١٤) بيتًا من بَحْر البسيط.
وعُنِي العلماء بحفظِها ومُدارَسَتها وشرحها، ومن الشُّروح المَشْهُورة عليها: شرحُ ابنِ النَّاظم بدرِ الدِّين أبي عبد اللَّه مُحمَّدِ بن مُحمَّد ابن مالكٍ (ت ٦٨٦ هـ)، وشرحُ جمالِ الدِّين أبي عبد اللَّه مُحمَّدِ بنِ عمر الحميديِّ الشَّهير ببَحْرَق (ت ٩٣٠ هـ).
ولأهمَّيتِها حقَّقتُها ضِمْنَ المُتُون الإضافيَّة مِن سلسلةِ «مُتُونِ طَالِبِ العِلْمِ»، مُعتمِدًا في ذلِكَ على نُسَخٍ خطِّيَّةٍ نفيسةٍ؛ لِتَظهرَ كما وَضَعها ناظِمُها.
وقد أثبتُّ في هذه النُّسخةِ حواشيَ التَّحقيقِ المُتضمِّنةَ لبيان فروق النُّسَخ والتَّعليق عليها، وعَزوِ المسائل، وشرحِ الغريب، وغير ذلك، وأفردتُ نسخةً أُخرى مجرَّدةً مِن جميع ذلك.
1 / 6
وجعلتُ بين يدَيِ الكتابِ: منهجِي في التَّحقيقِ، وترجمَةَ المُصنِّف، واسمَ الكِتَاب، ووصفَ النُّسَخ المُعتمدةِ في تحقيقِ النَّظمِ، ونماذجَ من النُّسخ الخطِّيَّة، والنَّظمَ مُجرَّدًا من حواشي التَّحقيقِ.
أَسألُ اللَّهَ تعالى أن ينفَعَ به، ويجعلَهُ خالصًا لوجهه الكريمِ.
وصلَّى اللَّه وسلَّمَ على نبيِّنا مُحمَّدٍ وعلى آلهِ وأصحابهِ أجمعينَ.
د. عبد المحسن بن محمد القاسم
إمام وخطيب المسجد النبوي
فرغتُ منه في السَّابعِ من شهرِ شعبان
من عامِ اثنينِ وأَربعينَ وأربعِ مئةٍ وألفٍ للهِجْرَة
1 / 7
مَنْهَجِي فِي التَّحْقِيقِ
١. رَمزتُ للنُّسخِ بالحُروفِ الأَبْجديَّة بِحسبِ تَاريخِها؛ الأَقْدم فالأَقْدم.
٢. أثبتُّ النَّصَّ على ما اشتهرَ من قواعدِ الإملاء المُعاصِر، ولم أُشِر إلى اختلاف النُّسخ فِي ذَلِك؛ كطريقةِ كِتابةِ الهَمَزات، ورَسْمِ التَّاءِ مَفتوحة أو مَرْبوطة، ونَحْو ذَلك.
٣. أثبتُّ الفُروقَ المُهمَّة بين النُّسَخ في الحاشية، مكتفيًا بتسمية رُموز النُّسخ المخالِفَة للمثبتِ، دون النُّسخِ الموافقة للمَتن؛ إلَّا إذا كان الاختلافُ من قبيل الضَّبطِ؛ فإنِّي أذكرُها.
٤. إذا كان في حاشيةِ بعض النُّسخ إشارةٌ إلى نسخة توافق النَّصَّ المثبت؛ فإنِّي لا أذكر ذلك، اكتفاءً بالنُّسخ المُعتمدةِ، ما لم يكنْ في ذكر ذلك مزيدُ فائدةٍ.
٥. أهملتُ في الغالب ذِكرَ ما سها فيه النُّسَّاخ، مِمَّا هو مِن قبيل الأخطاءِ المَحْضةِ، وبخاصةٍ مَا كان منها من قَبيل الخطأ فِي الضَّبط؛ إلَّا إذا كان لهذَا الخطأ وجهٌ ولو ضعيفًا؛ فإنِّي أثبتهُ.
٦. إذا كانَ في إحدى النُّسخ كلمةٌ غير واضحةٍ وتحتمل الخطأَ أو التَّفرُّد، وتحتمل الصَّوابَ وموافقةَ بقيَّة النُّسخِ؛ فإنِّي أَحملُها على الصَّوابِ الموافِقِ لبقيَّة النُّسخِ، ولا أُنبِّه على ذلكَ.
1 / 8
٧. إذا ضُبِطت كلمةٌ في بعض النُّسخ وأُهْملت في البقيَّة؛ معَ عدم وجودِ خلافٍ بين النُّسخ المَضْبوطة، ورأيتُ أنَّ ضبطَها صحيحٌ؛ فإنِّي أُثْبت الضَّبط الموجود دون إشارةٍ إِلى النُّسخ المُهملةِ.
وإذا اختلفت النُّسخ في الضَّبط فإنِّي أشير إلى ما في النُّسخ المضبوطة، ثمَّ أَعزو الضَّبطَ المختارَ إلى النُّسخ التي ورد فِيها، وأَتْرُك ذكر النُّسخ غيرِ المضبوطةِ.
٨. راعيتُ في وصفِ اختلافِ ضَبطِ الكلمات: تَمييزَ علامة البناءِ وما يرجع إلى البِنيةِ الصَّرفية للكلمة؛ عَن علامات الإعرَاب غالبًا.
٩. أهملتُ فروق النُّسخ فيما نصَّ عليه النَّاظم أنَّه يجوز فيه الوجهان: الفتحُ والكسر، أو ثلاثةُ الأوجه: الفتح والضمُّ والكسر، وأثبتُّ حركة الفتح في المتن؛ لأنها أخفُّ.
١٠. رجَّحتُ بين فروقِ النُّسخ على النَّحو الآتِي:
أ- أرجِّح بين أوجه الخلاف في الضَّبط بإثبات الأصحِّ معنىً، وهُو الموافق - غالبًا - لأكثرِ النُّسخِ.
ب- أَنقل ما يدلُّ على الرَّاجح من كلام شُرَّاح اللَّاميَّة، وهذه الدِّلالة إمَّا بالتَّصريح بأرجحيَّة الوجه، أو ببيانِهم لإعرابِ الكلمة، أو من خِلال ما يدلُّ عليه سياقُ الشَّرح.
ج- أَكتفي بِنقل كلام المُتقدِّم من الشُّرَّاح عن كلام مَنْ بعده - غالبًا -، ما لم يكن فِي كلام المُتأخِّر مزيدُ فائدةٍ، وقد أُحيل إلى مصادرَ أخرى.
1 / 9
د- نقلتُ من كلام الشُّرَّاح ما يوافق بعضَ الفروق المرجوحةِ لبيان وجهها، وأنَّها فرق معتبَر له وجهٌ صحيحٌ وليس وهمًا.
هـ- أرجِّح أحد أوجهِ الخلاف في رَسْم الكلمة، أو في إبدالِها بكلمةٍ أخرَى، أو عند التَّقديم والتَّأخير بما ورد في أغلب النُّسخ، وأشير إلى ما يوافقُهُ من شروح اللَّاميَّة.
و- إذا تكرَّر الفرقُ وكان مأخذُ الخلاف فيه واحدًا؛ فإنِّي أكتفي بالتَّعليقِ عليه في أوَّل موضعٍ وردَ فيه.
ز- أهمُّ شروح اللَّاميَّة التي راجعتُها ونقلتُ منها أو أَحَلتُ إليها؛ هي (^١):
- شرح لَاميَّة الأفعال؛ لبدر الدين ابن مالك (ابن النَّاظم)، (ت ٦٨٦ هـ).
- شرح لَاميَّة الأفعال؛ لأبي عبد اللَّه محمد بن يحيى البِجَائيِّ، (ت ٧٤٤ هـ).
- تحقيق المقال وتسهيل المنال في شرح لاميَّة الأفعال؛ لمحمد بن عباس التِّلِمْساني، (ت ٨٧١ هـ).
- فتح الأقفال وحلُّ الإشكال بشرح لَاميَّة الأفعال المشهور بالشَّرح الكبير؛ لبَحْرَق الحضرمي، (ت ٩٣٠ هـ).
_________
(^١) اكتفيتُ في العزوِ لهذه الشُّروحِ والحواشي بذكرِ اسم المُؤلِّف عن ذكر اسمِ كتابِه طلبًا للاختصار؛ إلَّا شرح بَحْرَق الصَّغير؛ فإنِّي أَنصُّ عليه.
1 / 10
- الشَّرح الصَّغير؛ لبَحْرَق الحضرمي، (ت ٩٣٠ هـ).
- فتح المالِك في شرح لَاميَّة ابن مالك؛ لعبد الكريم الفَكُّون، (ت ١٠٧٣ هـ).
- فتح المُتَعال على القصيدة المسمَّاة بـ (لَاميَّة الأفعال)؛ لحمد بن مُحمد الرائقي الصعيدي المالكي، (ت ١٢٥٠ هـ).
- حاشية محمَّد الطَّالب بن حمدون ابن الحاج على شرح بَحْرَق الصَّغير، (ت ١٢٧٣ هـ).
- الطُّرَّة على لَاميَّة ابن مالك؛ للحسن ولد زين الشِّنقيطي، (ت ١٣١٥ هـ).
- حاشية أحمد الرِّفاعي على شرح بَحْرَق الصَّغير، (ت ١٣٢٥ هـ).
- حاشية محمد سالم ولد عدود الشِّنقيطي على طرَّة الحسن ولد زين، (ت ١٤٣٠ هـ).
- مناهل الرِّجال ومراضع الأطفال بلبان معاني لَاميَّة الأفعال؛ لمحمَّد الأمين الهَرَريِّ، (ت ١٤٤١ هـ).
- الشَّاهد والمثال في توضيح نظم لَاميَّة الأفعال؛ لمحمَّد علي آدم الإتيوبي، (ت ١٤٤٢ هـ).
ح- إذا لم أجِدْ في كلام الشُّرَّاح ما يرجِّح بين الفروقِ فإنِّي أراجعُ مصادر أخرى؛ ككتبِ اللُّغة وغيرِها، وأنقل ما يُناسب المقام.
1 / 11
١١. أثبتُّ عناوينَ بعضِ الفصول من الشُّروح المُعتمَدةِ، وجعلتُها بين معقوفينِ لبيان أنَّها غير ثابتةٍ في النُّسخ الخَطيَّة المُعتمَدة في التَّحقيقِ.
١٢. أَحلتُ في الأبواب المُهمَّة إلى أُمَّهات كتب النَّحو والصَّرف؛ ليَعرِف القارئُ مظانّ مسائلِها الَّتي ذكرها النَّاظمُ.
١٣. أَثْبَتُّ ما ورد في حواشي النُّسَخ ممَّا له علاقة بألفاظ المتن، وأهملتُ ما ورد فيها من شرحٍ، أو إعرابٍ، أو عدٍّ للأبياتِ، وغيرِ ذلك.
١٤. بيَّنتُ معاني الكلماتِ الغريبة في النَّظم معتمِدًا على معاجم اللُّغة وشروح اللَّاميَّة وغيرها من المراجع، وجعلتُ موضعَ الشَّرح في حاشيةٍ آخر البيتِ، إلا إذا دعتِ الحاجة للتَّعليق على الكلمة فإنِّي أَشْرَحُها في موضِعها حينئذٍ، وقد بلغتْ عددُ الكلمات المشروحة (٢٥٠) كلمةً.
١٥. ترجمتُ للأعلام الوارِد ذكرُهم في النَّظم.
١٦. أثبتُّ عدَّ أبيات النَّظم كاملًا بكتابةِ رقم كلِّ بيتٍ في أوَّلِه.
١٧. مَيَّزتُ رؤوسَ المسائل وما يُحتاج إلى إبرازهِ منها بلونٍ أحمرَ.
١٨. استعملتُ علاماتِ التَّرقيم في توضيح أبياتِ المنظُومة؛ بما يُبيِّن معانِيها، ويُميّز مهمَّاتِها ومقاصدَها.
1 / 12
١٩. وقع في النَّظم جملةٌ من الأبيات المدوَّرة، وقد فعلتُ ما يقتضيه الوقوفُ على آخر الشَّطر الأوَّل من فكِّ مضعَّف وإظهار سكونٍ ونحوِه، ولم أرمزْ لذلك عندَ كل بيتٍ.
٢٠. جعلتُ للكتابِ نُسختينِ:
النُّسْخَةُ الأُولَى: وهي النُّسْخة المُتضمِّنة لحواشي التَّحقيق؛ مِن الفُروقِ بين النُّسخ، والتَّرجيح بينها، والتَّعليق على مَا يحتاج إلى تعليقٍ، وهي هذه النُّسخة (^١).
النُّسْخَةُ الثَّانِيَةُ: نُسخة مُجرَّدةٌ من جَميع الحَواشي المثبتةِ في النُّسخة الأولى، وهي أنسبُ للحفظِ.
_________
(^١) وذكرتُ في أوَّلها النَّظمَ كاملًا مُجرَّدًا من حواشي التَّحقيق؛ حتى ينتفعَ من نسخة الحواشي من أراد الحفظَ.
1 / 13
تَرْجَمَةُ النَّاظِمِ
اسْمُهُ وَنَسَبُهُ:
هو: الإمام جمالُ الدِّين، أبو عبد اللَّه محمدُ بن عبد اللَّه بنِ عبد اللَّه بن مالكٍ، الطَّائيُّ، الجَيَّانيُّ، الشَّافعيُّ، النَّحويُّ.
والجَيَّانيُّ: نسبة إلى (جَيَّان)، وهي مدينة بالأندلسِ شرق قُرطبة، تجمع قرى كَثيرة وبلدانًا (^١).
مَوْلِدُهُ وَنَشْأَتُهُ:
وُلد بجيَّان سنة (٦٠٠ هـ)، أو سنة (٦٠١ هـ) (^٢).
رِحْلَتُهُ، وَأَشْهَرُ شُيُوخِهِ:
أخذ العربيَّة في بلاده عن ثابتِ بن خيار (^٣)، وحضر عند الأستاذ أبي عليٍّ الشَّلوبين (^٤) نحو العشرين يومًا.
ثم قَدِمَ دمشق، فأخذ عن أبي الحسنِ علي بن محمَّد السَّخاويِّ (^٥)
_________
(^١) معجم البلدان للحموي (٢/ ١٩٥).
(^٢) انظر: البلغة للفيروزآبادي (ص ٢٧٠)، وتاريخ الإسلام (١٥/ ٢٤٩).
(^٣) هو: ثابت بن محمَّد بن يوسف الكَلاعيُّ اللَّبليُّ، (ت ٦٢٨ هـ). البلغة للفيروزآبادي (ص ٩٩).
(^٤) هو: أبو عليّ عمرُ بن محمَّد الشَّلوبين، (ت ٦٤٥ هـ). البلغة للفيروزآبادي (ص ٢٢١)، وبغية الوعاة (٢/ ٢٢٤).
(^٥) هو: علم الدِّين أبو الحسن علي بنُ محمد الهمَذانيُّ، (ت ٦٤٣ هـ). الوافي بالوفيات للصفدي (٢٢/ ٤٣)، وبغية الوعاة (٢/ ١٩٢).
1 / 14
وسمعَ منه، ومن مُكَرَّم بن محمَّد بن أبي الصَّقر (^١)، ومحمد بن أبي الفَضل المُرسِي (^٢).
ولمَّا دخل حلب لازَمَ حلقةَ ابن يَعيش (^٣)، ثمّ حضرَ عند تلميذِه ابن عمرون (^٤) ولَزِمَه.
ثمَّ نَزلَ حمَاة، وبها ألَّف كتابه (الخلاصة) للقاضي شرف الدِّين البارزيِّ (^٥).
ثم قَدِمَ دمشقَ مُسْتَوْطنًا، ونَزَلَ بالعادليَّة الكبرى، ووَلِي مشيختها الكُبرى التي مِن شرطِها القراءاتُ والعربيَّة (^٦).
أَشْهَرُ تَلَامِيذِهِ:
- ولده بدرُ الدِّين محمَّد (^٧).
_________
(^١) هو: أبو الفضل مُكرم بن محمَّد بن حمزة الدِّمشقيُّ، المعروف بابن أبي الصَّقر، (ت ٦٣٥ هـ). تاريخ الإسلام (١٤/ ١٩٥).
(^٢) هو: شرف الدِّين محمَّد بنُ عبد اللَّه بن أبي الفضل المُرسِي السُّلَميُّ، (ت ٦٥٥ هـ). سير أعلام النُّبلاء للذَّهبي (٢٣/ ٣١٣).
(^٣) هو: موفق الدِّين أبو البقاء يعيش بنُ علي بن يعيش الحَلَبيُّ، (ت ٦٤٣ هـ). تاريخ الإسلام (١٤/ ٤٨٩).
(^٤) هو: جمال الدِّين أبو عبد اللَّه محمد بن عَمرون الحلبيُّ، (ت ٦٤٩ هـ). سير أعلام النُّبلاء (٢٣/ ٢٥١).
(^٥) تاريخ ابن الوردي (٢/ ٢١٦).
وهو: القاضي شرفُ الدِّين أبي القاسم هبة اللَّه بنُ نجم الدِّين الجهنيُّ، الشَّهير بابن البارزيِّ، (ت ٧٣٨ هـ). طبقات الشَّافعيَّة الكبرى للسُّبكي (١٠/ ٣٨٧).
(^٦) انظر: تاريخ الإسلام (١٥/ ٢٤٩)، وغاية النهاية (٢/ ١٨٠).
(^٧) هو: بدر الدِّين محمَّد بن محمَّد ابن مالكٍ، له شرح على ألفيَّة والده، (ت ٦٨٦ هـ). بغية الوعاة (١/ ٢٢٥).
1 / 15
- شَمس الدِّين ابن جعوان (^١).
- شمس الدِّين ابنُ أبي الفتح (^٢).
- علاء الدِّين ابن العطَّار (^٣).
ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيْهِ:
- قال الفَيْرُوزآباديُّ ﵀: «إمامٌ في العربيَّة واللُّغةِ، طالع الكثيرَ، وضبط الشَّواهدَ مع ديانةٍ وصيانة وعفة وصلاحٍ، وكان مبرّزا في صناعة العَربيَّةِ» (^٤).
- وقال الذَّهبيُّ ﵀: «وصَرَفَ هِمَّته إلى إتقان لسانِ العرب حتى بلغَ فيه الغاية، وأربَى على المُتقدِّمين … وأما النَّحوُ والتَّصريفُ فكان فيهما بحرًا لا يُجارى، وحَبْرًا لا يُبَارى … هذا مع ما هو عليه من الدِّين المَتينِ، وصدق اللَّهجَة، وكثرة النَّوافلِ، وحسن السَّمْت، ورِقَّة القلب، وكمال العقلِ، والوَقار، والتُّؤدة» (^٥).
- وقال ابن الجَزريِّ ﵀: «وكان ذهنُه من أصحِّ الأذهان، مع
_________
(^١) هو: شمس الدِّين أبو عبد اللَّه محمَّد بن جَعوان الأنصاريُّ، (ت ٦٨٢ هـ). بغية الوعاة (١/ ٢٢٤).
(^٢) هو: شمس الدِّين أبو عبد اللَّه محمَّد بن أبي الفتحِ بن أبي الفضل البَعْليُّ، له شرح على ألفيَّة ابن مالك، (ت ٧٠٩ هـ). الذَّيل على طبقات الحنابلة لابن رجب (٤/ ٣٧٢).
(^٣) هو: علاء الدِّين أبو الحسن علي بن إبراهيم العطَّار، (ت ٧٢٤ هـ). الدُّرر الكامنة (٣/ ٧٣).
(^٤) البلغة للفيروزآبادي (ص ٢٧٠).
(^٥) تاريخ الإسلام (١٥/ ٢٤٩).
1 / 16
ملازمتِهِ العمل والنَّظر والكتابة والتَّأليف، وبدونِ ذلك يصير أستاذَ أهلِ زمانه، وإمام أوانِهِ» (^١).
- وقال السُّيوطيُّ ﵀: «إِمَام النُّحَاة، وحافظ اللُّغَة» (^٢).
مِنْ مُؤَلَّفَاتِهِ:
- الخلاصة في النَّحو، المسمَّاة بـ «الألفيَّة».
- تسهيلُ الفوائد وتكميلُ المقاصد.
- شرح تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد.
- لاميَّة الأفعال، وهو هذا النَّظْم.
- إيجاز التَّعريف في فنِّ التَّصريف.
- الكافية الشَّافية.
- شرحُ الكافية الشَّافية.
- الإعلام بتَثْليث الكلام.
- تحفة المودُود في المقصور والممدودِ.
- الاعتضادُ في الفرق بين الظَّاء والضَّادِ، وشرحه.
- شرح عمدة الحَافِظ وعُدَّة اللَّافظ.
_________
(^١) غاية النِّهاية (٢/ ١٨٠).
(^٢) بغية الوعاة (١/ ١٣٠).
1 / 17
- شواهد التَّوضيح والتَّصحيح لمُشْكِلَات الجامع الصَّحيح.
وَفَاتُهُ:
توفِّي ﵀ بدمشقَ، ليلة الأربعاء، ثالثَ عشر شعبانَ، سنة اثنتينِ وسبعين وست مئةٍ (٦٧٢ هـ)، وصُلِّيَ عليه بالجامع الأموي، ودُفِن بسفح قاسيون، وقد جاوز سِنُّه السَّبعين (^١).
_________
(^١) البلغة للفيروزآبادي (ص ٢٧٠)، وتاريخ الإسلام (١٥/ ٢٤٩).
1 / 18
اسْمُ الكِتَابِ
أولًا: اسمُ الكتاب كما ورد في النُّسخ الخطيّة:
١ - «لاميَّة الأفعال»: ورد على صفحة العنوان في أ، د، هـ، و، ي، ك، ن.
٢ - «اللَّاميَّة»: ورد على صفحة العنوان في ب، وفي قيدَيْ فراغِ ب، هـ.
٣ - «أبنية الفعل»: ورد في صفحة العنوان في ل بخطٍّ مغايرٍ.
ثانيًا: اسمُ الكتاب كما ورد عند الشرَّاح.
١ - قال ابن النَّاظم ﵀ في شرحه (ص ٢٧): «هذه أوراق تَشْتمِل على قصيدةِ والدِي ﵀ في أبنيةِ الأفعال وما يتَّصل بها».
٢ - وقال محمَّد بن العبَّاس التِّلِمْسانيُّ ﵀ في شرحه (ص ١٠٧، ١٠٨): «… اقترح عليَّ أن أضع له شرحًا على لاميَّة الأفعال لابن مالك … وسمَّيتُه: (تحقيق المقال وتسهيل المنال في شرح لاميَّة الأفعال)».
٣ - وقال بَحْرَق ﵀ في شرحه الكبير (ص ٢٣): «فوفَّقني اللَّه - وله الحمد - أَنْ شرحتُ القصيدة اللَّاميَّة المُسمَّاة: (أبنية الأفعال في علم التَّصريف)».
٤ - وقال الصَّعيديُّ ﵀ في شرحه (ص ١٦٧): «وسمَّيتُه بـ (فتح المُتَعال على القصيدة المُسمَّاة بـ لاميَّة الأفعال)».
1 / 19
ثالثًا: اسمُ الكتاب كما ورد في بعضِ كتب التَّراجم.
١ - «لاميَّة الأفعال» (^١).
٢ - «اللَّاميَّة» (^٢).
٣ - «أبنية الأفعال» (^٣).
رابعًا: اسمُ الكتاب كما ورد في بعض الأَثبات والفهارِس.
١ - «لاميَّة الأفعال» (^٤).
٢ - «المفتاح في أبنية الأفعال» (^٥).
٣ - «أبنية الأفعال» (^٦).
٤ - «اللَّاميَّة» (^٧).
الخُلاصة:
- الظَّاهر أنَّ ابن مالكٍ لم يسمِّ نظمَهُ هذا باسمٍ خاصٍّ.
_________
(^١) انظر: الوافي بالوفيات (٣/ ٢٨٦)، وسلم الوصول إلى طبقات الفحول (٣/ ١٥٧).
(^٢) شجرة النور الزكية في طبقات المالكية (١/ ٥٨٧)، ومعجم المؤلفين (٣/ ٣٠٣).
(^٣) انظر: العقد المذهب في طبقات حملة المذهب (ص ٣٧١).
(^٤) انظر: كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (٢/ ١٥٣٦)، وتاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (٦/ ٨٧ - ٨٨)، وتاريخ الأدب العربي بروكلمان (٥/ ٢٩١)، ومعجم المطبوعات العربية والمعربة (١/ ٢٣٤)، وهدية العارفين (٢/ ١٣٠)، ومعجم تاريخ التراث الإسلامي في مكتبات العالم - المخطوطات والمطبوعات (٤/ ٢٨٦١).
(^٥) انظر: تاريخ الأدب العربي بروكلمان (٥/ ٢٩١)، وتاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (٨/ ٢٤٣)، ومعجم المطبوعات العربية والمعربة (١/ ٢٣٤)، ومعجم تاريخ التراث الإسلامي في مكتبات العالم - المخطوطات والمطبوعات (٤/ ٢٨٦١).
(^٦) انظر: معجم المطبوعات العربية والمعربة (٢/ ١٩٨٧).
(^٧) انظر: تاريخ الأدب العربي لشوقي ضيف (٨/ ٢٤٣).
1 / 20
- اشتهر تسميةُ هذا النَّظم بـ «لاميَّة الأفعال»؛ لأنَّ رويَّه على حرف اللَّام، وخُصَّ بـ «الأفعال» تغليبًا لموضوعه، ويُختصَر فيقال: «اللَّاميَّة».
- وأما: «أبنية الأفعال»؛ فقد أُخِذت من قول ابن النَّاظم في مقدِّمة شرحِهِ (^١): «هذه أوراقٌ تشتمل على قصيدةِ والدي ﵀ في أبنيةِ الأفعال وما يَتَّصلُ بها»، وهو وصفٌ لموضوع الكتابِ، ولا يلزمُ منه أنَّه اسمُ الكتابِ.
- وأما: «المفتاح»؛ فأوَّلُ من أَطلق هذا الاسمَ عليه هو: بروكلمان، وتبعه مَن بعدَهُ، وأظنُّ أنَّ سبب ذلك أمران:
الأوَّل: ما وردَ على ظهر نسخة (ط): «قال ناظمُها الشيخ الإمام العالم الأستاذُ جمال الدِّين أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه ابن مالكٍ ﵀: (هذه قصيدةٌ فوائدها عظيمة، ومنافعها عميمةٌ، جعلتها كالمفتاحِ لكتاب الأفعال)»، فظنَّ أنَّها تسميةٌ.
والثَّانِي: ما ذكرَهُ بروكلمان أيضًا (٥/ ٢٩٢): أنَّ لمُحمَّد بن دهقان النَّسَفيِّ شرحًا على اللَّاميَّة اسمه: «شرح تصريف المفتاح» (^٢)، وهو في الحقيقة شرحٌ لقسم الصَّرْف من مفتاح العلوم للسَّكَّاكي.
ولأجل ما تقدَّم فقد اعتمدتُ تسميةَ النَّظم بـ «لاميَّة الأفعال»، وهو أشهر أسمائه بين أهل العلم.
_________
(^١) (ص ٢٧).
(^٢) وقد حقَّق هذا الكتابَ: علِي فرحان الصميدعي في رسالة دكتوراه [جامعة الأنبار - الرمادي، (١٤٤٢ هـ، ٢٠٢٠ م)]، وانظر: كشف الظنون (٢/ ١٧٦٢).
1 / 21
النُّسَخُ المُعْتَمَدَةِ فِي التَّحْقِيقِ
اعتمدتُ فِي تحقيقِ النَّظم على أربعَ عشرة نُسخة خطِّية؛ سبع نُسخ منها مفردة للمتن، وسبع نسخٍ ضمن نسخ قديمةٍ لشرح ابن النَّاظم على اللَّاميَّة، وهذه النُّسخُ بحسب تاريخ نَسْخِها كما يأتِي:
أَوَّلًا: نسخُ المَتنِ.
النُّسخةُ الأولى، ورمزتُ لَها بـ (أ):
وهي محفوظةٌ ضمن مجموع بمكتبة حسن حسني عبد الوهَّاب بتونس، ومصوَّرة بالجامعة الإسلاميَّة بالمدينة المنوَّرة، برقم: (٣٧٣١).
عددُ لوحاتِها: (١٠) لوحات.
تاريخ النَّسخ: شهر المحرَّم، سنة (٧٤٧ هـ).
ناسخُها: محمد بن عبد اللَّه اليماني.
نوع الخطِّ: نسخي معتاد.
خصائصها:
١ - نسخة تامَّةٌ.
٢ - أبياتُها مضبوطة بالشَّكل.
٣ - كُتبت الأبواب والفصول بخطٍّ غامقٍ.
1 / 22
٤ - ضمَّن النَّاسخ في حواشيها شرح بدر الدِّين ابن النَّاظم كاملًا.
٥ - جاء في آخرها قيدٌ يُفيدُ مقابلتَها على أصلين صحيحَيْن.
النُّسخةُ الثَّانية، ورمزتُ لَها بـ (ب):
وهي محفوظة بمكتبةِ حاجي سليم آغا ضمن المكتبة السُّليمانيَّة بإستانبول - تركيا -، برقم: (١١٤٣).
عددُ لوحاتِها: (٤) لوحات.
تاريخ النَّسخ: أواخر شهر ذي القعدة، سنة (٨٥٩ هـ).
ناسخُها: لم يُذكَر.
نوع الخطِّ: نسخي معتاد.
خصائصها:
١ - نسخةٌ تامَّة.
٢ - أبياتُها مضبوطة بالشَّكل.
٣ - خَلت النُّسخةُ من عناوين الأبواب والفصول وفي مكانها بياضٌ.
النُّسخةُ الثَّالثة، ورمزتُ لَها بـ (ج):
وهي محفوظةٌ ضمن مجموع بمكتبة الأسكوريال بمدريد - إسبانيا -، برقم: (٢٤٨).
عددُ لوحاتِها: (٤) لوحات.
1 / 23
تاريخ النَّسخ: نُسِخ المجموعُ سنة (٩٦٩ هـ).
ناسخُها: لم يذكر.
نوع الخطِّ: أندلسي جميل.
خصائصها:
١ - نسخة تامَّة.
٢ - أبياتُها مضبوطة بالشَّكل.
٣ - كُتبت عناوين الأبوابِ والفصول فيها بخطٍّ غامق.
٤ - عليها تعليقات، وتصحيحات، وذكر لفروق النُّسخ.
٥ - جاء في آخرِها قَيْدٌ يُفيد مقابلةَ المجموع بأصولٍ صحيحةٍ.
النُّسخةُ الرَّابعة، ورمزتُ لَها بـ (د):
وهي محفوظة ضمن مجموعٍ بمكتبة جامع الأزهر بالقاهرة - مصر -، برقم: (٨٤٣٨).
عددُ لوحاتِها: (٦) لوحات.
تاريخ النَّسخ: شهر جمادى الآخرة، سنة (١٠٩٧ هـ).
ناسخُها: عبد السلام بن إبراهيم اللَّقاني.
نوع الخطِّ: نسخي معتاد.
خصائصها:
١ - نُسخة تامَّة.
٢ - أبياتُها مضبوطة بالشَّكل.
1 / 24