Alfiyat Umm al-Mu'mineen Aisha - Al-Rawdah al-Aniqah fi Nusrat al-Atheefa al-Siddeeqah
ألفية أم المؤمنين عائشة - الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة
ناشر
دار التقوى
ایڈیشن نمبر
الطبعة الأولى / ١٤٣٢ هـ
اشاعت کا سال
٢٠١١م
اصناف
ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة
الروضة الأنيقة
في نصرة العفيفة الصديقة
﵂ وأرضاها
نظمها
يحيى بن عطية الصامولي الأزهري
الحاصل على الجائزة العالمية في نصرة أم المؤمنين
ضمن الأبحاث المتميزة في مسابقة الدكتور العريفي
دار التقوى
1 / 1
ألفية أم المؤمنين عائشة المسماة
الروضة الأنيقة
في نصرة العفيفة الصديقة
﵂ وأرضاها
نظمها
يحيى بن عطية الصامولي الأزهري
الحاصل على الجائزة العالمية في نصرة أم المؤمنين
ضمن الأبحاث المتميزة في مسابقة الدكتور العريفي
دار التقوى
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١م
رقم الإيداع: ١٧٠٩٦/ ٢٠١١
دار التقوى
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وحجته على عباده، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعد:
فهذا متن "ألفية أم المؤمنين عائشة"، أو "الروضة الأنيقة في نصرة العفيفة الصديقة"، أو "العروة الوثيقة في نصرة العفيفة الصديقة"، أو "قامع الرافضة في نصرة العفيفة المؤيدة"﵂ وأرضاها-، أي هذه الأسامي شئت أن تسميه فسمه.
هو روضة أنيقة، لا لأني نظمته؛ وإنما لأنه يتحدث إليك عن حياة أمنا عائشة ﵂، وأنت في رحاب أم المؤمنين عائشة ﵂ تشعر حقا بأنك في روضة أنيقة جذابة رائعة، تدور في نواحيها فتمتع ناظريك بمناظرها الخلابة، ثم لا تزال ترى الجديد الرائق الذي هو ترياق للهموم، وتسلية للمحزون، وإيناس للنفس، وإمتاع للعقل، وسعادة للقلب، وفقه وعلم وهدى.
وهو عروة وثيقة، لا لأني نظمته أيضا؛ وإنما لأنه يضع قدمك على جادة الطريق، على المحجة البيضاء الواضحة التي ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وتلك هي العروة الوثقى التي من تمسك بها فقد هدي إلى صراط مستقيم، ومن زل عنها فقد انزلق إلى سواء الجحيم.
وهو قامع الرافضة؛ لأنه شجا في حلوقهم، وكاشف لجهلهم، ومفصح عن خبيئة نفوسهم؛ لما تضمنه من الحق المبين، الذي يقوم على أساس راسخ متين، من كتاب الله تعالى وسنة رسوله الأمين، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
فالكتاب ظاهر من عناوينه كما يقال.
1 / 4
وكان الباعث إلى تأليف هذا الكتاب هو المشاركة في نصرة أم المؤمنين والتقدم به في المسابقة العالمية لأبناء أم المؤمنين عائشة ﵂ والتي أطلقها أستاذنا الشيخ الدكتور محمد العريفي، جزاه الله خير الجزاء، وملأ ميزانه بهذا العمل المبارك، وأقر عينه بثمرة سعيه في الدنيا والآخرة.
ويوم بدأت في نظم هذه الألفية، وفي كتابة الشرح كنت أعرف شيئا عن أمي عائشة ﵂، ولكني يوم انتهيت من الكتابة انتهيت وقد تعلمت كثيرا جدا عن أمي عائشة ﵂ وتزودت بفوائد جمة في العقيدة والفقه والعلم والأدب والسيرة والتاريخ والفرق وفقه الحياة والتربية والإيمان وغير ذلك كثير جدا.
فكانت الكتابة عن أم المؤمنين ﵂ فاتحة خير وبركة كثيرة لي، وأرجوا أن تكون كذلك لعموم المسلمين إن شاء الله تعالى، وأن ينفعني والمسلمين به في الدنيا
والآخرة، إنه سميع مجيب.
وقد وفقني الله تعالى فحصلت على جائزة البحوث المتميزة في تلك المسابقة، فرأيت أن أنشر هذه الألفية لينتفع بها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ثم يتبع ذلك نشر الشرح الوافي لها قريبا إن شاء الله- تعالى-.
وأنا سائل كل أخ انتفع بشيء من هذا الكتاب أن يدعوا لي، ولوالدي، ولمشايخي، وللمسلمين بالمغفرة والقبول ودخول الجنة دار النعيم.
هذا وما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطإ أو زلل فمني، وأستغفر الله، وأتوب إليه.
والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وكتب
أبو مالك يحيى بن عطية بن يحيى الصامولي الأزهري
ليلة الثلاثاء الثاني من جمادى الأولى ١٤٣٢هـ
٥ من إبريل ٢٠١١ م
المقطم- القاهرة
1 / 5
مقدمة
وفيها بيان معرفة سبيل الحق من سبل الضلالة
وبيان قصدنا من نظم هذه الألفية
يقول راجي العفو والقبول ... يحيى بني عطية الصامولي
المذنب المصري وهو الأزهري ... محب علم السنة والأثر
أبدأ باسم الواحد الفرد الصمد ... وصاحب الفضل العظيم لا يعد
هو الكبير الحي ذو الجلال ... والخير والإكرام والجمال
مقلب القلب وصاحب المنن ... محيي القلوب بالقرآن والسنن
مرسل خير الخلق للهدايه ... قامع أهل البغي والغوايه
ثم السلام والصلاة تترى ... على النبي خير الخلق طرا
محمد والآل والصحب معا ... وكل من أطاع لما سمعا
1 / 6
وبعد فالحق جلي أبلج ... والباطل الصرف ردي لجلج
بينهما مراتب فيها دخن ... يظهر للبيب كالماء الأسن
وفوقه ودونه مراتب ... فافهم كلامي واعتبر يا طالب
فالحق أن تتبع أقوال العلي ... بلا تجاوز ولا تأول
والسنة الصحيحة المبينه ... بلا تطاول ولا ضيغينه
بل وسط بين غلو الغالي ... وبين إفراط الجهول القالي
والحق قال الله أو قال النبي ... فافهم وقول مخطئ فاجتنب
من لزم القرآن والهدي نجا ... ومن سوى الله إليه الملتجا
وقد يكون قول فذ مجتهد ... وغير إنصاف وعليم لم يرد
لكنما التوفيق يأتي كالعمل ... فافهم وحاذر من تتبع الزلل
1 / 7
والباطل المحض فكفر واضح ... ودونه كفر بذاك صرحوا
ومن أباطيل العقول كلما ... رأت كلاما للحكيم يعلما
تخرصت تطاولت وأرجفت ... تنفخت تنفشت وأوجست
كأن هذا العقل وحي ثالث ... لا بل نراه للأثافي ثالث
شيطاننا وحرصنا وعقلنا ... فكلها شر وأعداء لنا
لكنما العقل يكون سالما ... عند لزوم الحد يمسي غانما
فإن تعدى واستطال واجترى ... فقد تردي في الهلاك لا مرا
ومن أباطيل النفوس أن ترى ... ضعيف نفس حائرا قد امترى
تراه في بعض الأمور غاليا ... وفي أمور مجحفا وخاويا
يثني فيرقى في المديح للسما ... ثمت يهجوا فيهيم في العما
1 / 8
ومن أئمة الغلو وطائفه ... طغت وكانت للحصان مجحفه
عدوا على عرض النبي المصطفى ... ثم ادعوا بأنهم أهل الوفا
هيهات أن ينجو مؤذ للنبي ... هذا كلام الله لا تستغرب
تناولوا عرض الحصان الطاهره ... ذات المناقب الطوال الباهره
قالوا: بغت كفرت وكانت عائشه ... تكيد للدين وكانت فاحشه
قالوا: وكانت تشعل نار الفتن ... وما ونى عزم لها ولا وهن
قالوا: وكانت في الحديث كاذبه ... ولم تكن فتوى عويش صائبه
قالوا: وسمت النبي الخاتما ... وساعدتها حفص وأبوها
أتوا كذابا ليس يحصى عددا ... ولا تصده العقول أبدا
ومن هنا نظمت هذي اللؤلؤه ... ردا لكيد وافترا تلك الفئه
1 / 9
ألفية بديعة كالدره ... تهفوا إليها النفس غير مره
سميتها بالروضة الأنيقة ... في نصرة العفيفة الصديقه
أرجوا بها فضلا من الله العلي ... وطول مكث في العلا لا ينجلي
أن أسكن الفردوس مع حبيبه ... إذ قد دفعت السوء عن أزواجه
وأن أكون ناصر الأحبة ... أهل التقى محمدا وحزبه
فأتممن ربي وسدد رمينا ... أثقل بها يوم القضا ميزاننا
ووفقن قلبي لإخلاص العمل ... وجنبن عقلي وقلمي الزلل
ثم سلام وصلاة خالصه ... على نبي الحق ليست ناقصه
والحمد للرحمن واهب المنن ... وناصر الدين بأصحاب السنن
1 / 10
حياة عائشة الطفلة
بعيد بعثه الحبيب المصطفى ... أتت إلى الدنيا خليلة الوفا
عائشة بنت الصديق الأكبر ... بني عثمان بني عامر
رفيق خير الخلق خير صحبه ... خير الرجال بعده من حزبه
قرشية تيمية مكيه ... صديقة صدوقة نبويه
جاءت وقد جاء النبي الأعظم ... وكل أهل بيتها قد أسلموا
فلم تر الجهل يعم الأنديه ... ولا فتاة وئدت بالباديه
ولم تفض يوما سجودا للصنم ... كلا ولكن عبدت رب النعم
رأت نبي الله يأتي بيتهم ... في كل يوم صبحهم وعصرهم
رأت أباها ساجدا وقائما ... وأم رومان تصلي دائما
في بيت جد وجهاد وتقى ... طوبى لمن لذي المقامات ارتقى
1 / 11
عائشة الزوجة
وبعد عام الحزن أن مر به ... رأى النبي عويش في منامه
جاء بها جبريل في الحريره ... ريانة مستورة منيرة
فقال خير الخلق بعدما نظر ... إن يشأ الرحمن يفعل أو يذر
إن كان ذا من عند ربي يمضه ... فكل نعمة تجي من عنده
ثمت جاءت خولة الحكيمه ... تذكر بنت الصادق الكريمه
تقول بكرا أو أردت ثيبا ... فلم يمانع قولها وما أبي
فالبكر كانت بنت خير صحبه ... وأول الرجال إيمانا به
والثيب الأخرى فسودة التي ... قد آمنت وشرفت بالصحبة
قال النبي فاذهبي إليهما ... على حبيب الحق فاذكريهما
فجاءت ابنة الحكيم أمها ... زفت إليها خبرا يسرها
1 / 12
وأي رفعة بلا مفايشه ... رسول ربنا يريد عائشه
قالت فقري الآن يأتينا الأب ... وأي فضل بعد ذاك نرغب
فقال عبد الله إنه أخي ... قال النبي ذاك خير يا أخي
كانت عويش عند ذا في السابعه ... وللأراجيح الصغار تابعه
وعند تسع ابتنى بها النبي ... تلك حقائق فلا تستغرب
أتى نساء الحي نحو عائشه ... وهي مع البنات تبغي الحنبشه
كانت تروح تجيء في الأرجوحة ... فقالت الأم تعالي يا ابنتي
قالت وكنت آنذا مجممه ... ولم أكن بما تريد عالمه
وقفت بالباب وإني أنهج ... والجالسون هنأوا وخرجوا
وأجلستني الأم في حجر النبي ... قالت فأنت أهله لا تعجبي
1 / 13
بنى رسول الله بي في بيتنا ... فأي فضل ذاك قد حل بنا
وتمت الأفراح رباه أدم ... وبالسرور والهناء فاختتم
ذاك الذي قد جاءنا به الخبر ... فافهم وقيد العلوم واعتبر
ودع أقاويلا تقال إنها ... ممجوجة حقا فلا تعبأ بها
عليك بالحق الذي يأتي به ... ثقات أهل العلم لا تلقي به
لأجل قول أعجمي جاهل ... متنفخ وفارغ مخاتل
وإن قفاه مسلم مستغفل ... أصول فقه الدين دوما يجهل
فلا تمار إنها حقائق ... وباطل القوم رديء زاهق
كيف وواقع الحياة يشهد ... أخبارهم في كل ناد تعهد
حدثني بعض الصحاب أنه ... لعشرة أتى أبوه أمه
1 / 14
وجدتي قد أنجبت أحد عشر ... بنى بها جدي على ثنتي عشر
ونحن في مصر قليل حره ... وعالم الطب كذا يفتي به
وكان أمرا سائغا عند العرب ... ما يمتري في هذه أهل الأرب
قد قبحوا بكل إفك أمره ... ولم يصلنا أن شخصا عابه
إذ قد تزوج الفتاة عائشه ... ولم يروها للحياء خادشه
فخل عنك جهلهم وما ادعوا ... فلم يحوطوا حرمة وما رعوا
1 / 15
غيرة عائشة ومواقفها
مع النبي ﷺ ومع أمهات المؤمنين ﵅ -
وأعجب الأشياء ذكرا أنها ... تغار ممن كان مات قبلها
وهى خديجة العظيمة التي ... حازت مكانا سامقا في الرفعة
يقول خير الخلق عن خديجة ... كانت وكانت فهي خير زيجة
وكان يبعث الهدايا بعدها ... والأعطيات في صواحب لها
وعندها تضحى عويش واجمه ... غيرى وكانت بالوداد عالمه
قالت أليس في الوجود غيرها ... فقال كلا لم يكن وما بها
ثم عويش الآن فاق حبها ... تغار ممن قد يعيش بعدها
تقول وارأساه قال المصطفى ... ممازحا ولم يكن به جفا
لو كان ذاك الآن فغسلتك ... ثمت أستغفر وادعوا لك
1 / 16
قالت فوا ثكلاه يا لسعدها ... تلك التي تمسي معرسا بها
فابتسم الحبيب ثم جاءه ... صداع رأس ثم مات بعده
فكان آخر ابتسامه لها ... فيا لها منقبة ما مثلها
واسمع إلى ما تدعيه الرافضه ... ذات الرشاد والعقول الواعده
قالوا تمنى أن تموت عائشه ... فيا له رأي عظيم االفشفشة
أخزى الإله قائلا وما اخترع ... ذاك الزنيديق الخبيث المبتدع
تقول كان المصطفى إذا طلع ... لسفر بين نسائه اقترع
فطارت القرعة في يوم لها ... وحفصة كانت كمثل حظها
كان النبي ليله لعائشه ... يأتي إليها يبتغي المحادثه
لكن حفصة الذكي عقلها ... هي ابنة الفاروق كادت كيدها
1 / 17
قالت لعائش اركبي بعيري ... لعله أجود في المسير
وركبت حفص بعير عائشه ... ثم أتى النبي للمناقشه
فعند ذا غارت عويش يائسه ... أتاها ما يأتي النسا من وسوسه
فوضعت أقدامها في الإذخر ... قالت أيا عقرب هيا فاعقري
يا حية الدغي قد فاض صبري ... لعله يشفى أنين صدري
رباه ما أقول هذا المصطفى ... نبيك الهادي معلم الوفا
وليلة خرج النبي الأكرم ... من عند عائشة لأمر يعلم
قالت فغرت فرأى ما أصنع ... وكان قلما بليل يهجع
فقال مهلا يا عويش ما لك ... هل غرت هلا تملكين نفسك،
قالت وما لي لا أغار والربا ... تشهد أنك الرسول المجتبى
1 / 18
ثمت قال هل أتى شيطانك ... فعن سبيل الاصطبار ردك
قالت ولي شيطان ليس يترك ... أمري وأمر كل إنسي يك
قال نعم قالت وهل أيضا معك ... تريد هل يضرك أم ينفعك
قال نعم إن معي لكنما ... الله قد أعانني فأسلما
فليس يحدوني لشر أبدا ... بل كل خير في الخفا وما بدا
فاحسنت تخلصا من فعلها ... كذا استفادت العلوم يا لها
من ذات عقل ثاقب ذكي ... ألم تكن حبيبة النبي
لكن ذاك الرافضي ظنه ... ذما لعائش الرسول قاله
ألم ير الذم كذا يصيبه ... فإن شيطانا له يجيئه
بل صار ذما للبرايا كلهم ... تبا لقوم يا لقبح جهلهم
1 / 19
واسع أعاجيبا هنا تقولها ... رافضة كذوب دام خزيها
يرون غيرة الحصان منقصه ... كانت لأيام النبي منغصة
فهي تحب نفسها لا غيرها ... ترى النساء ليس فيهم مثلها
وهي تروم القمة العلياء في ... هذي الدنا وذلك المكر الخفي
وهي تريد الناس خداما لها ... الكل يغدوا ويجي بأمرها
وتجحد الفضل العظيم أهله ... وتدعي الفضل الذي ما مثله
قلنا لم مهلا أكل ذلكم ... لأنها تغار مثل أمكم
تغار مثل أختكم وزوجكم ... أين الفهوم بل وأين عقلكم
قد كان ذاك ردنا في الأول ... ثم تركناه لأمر ينجلي
فإن أمهم وأختهم كذا ... ليست تغار وبعلم قلت ذا
1 / 20