403

2 هل يستحق الصحابة الملعونون على لسان رسول الله(ص) أن ترتكب السلطة تغييب السنة النبوية للتغطية عليهم ، وتتهم رسول الله(ص) من أجلهم بأنه أخطأ في ذمهم ولعنهم ، كما أخطأ في مدح غيرهم من عترته(ع) وشيعتهم ، وتفتري عليه بأنه يقول في الغضب والرضا غير الحق ، وهي تقرأ قول الله تعالى: وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى . ؟!

المسألة: 115

تفنيد ما زعموه من أعذار لتغييب السنة ! - الفهرس

يرجع ما ذكره أبو بكر وعمر وأتباعهما ، في الدفاع عن منعهما من كتابة سنة النبي(ص) وروايتها ، الى ثلاثة أمور :

الأول: أن هدفهما التثبت ومنع الكذب في التحديث عن النبي(ص) ، وقد اعتذر بذلك أبو بكر ، ثم اعتذروا به عن عمر .

الثاني: الخوف من انشغال الناس بالحديث عن القرآن . وقد ذكره عمر في أوائل خلافته .

الثالث: الخوف من اختلاط الحديث النبوي بالقرآن . وقد اعتذر به عمر ، ولعله في أواخر خلافته ، حيث كثر انتقاد الصحابة لسياسة منع التحديث !

الأسئلة

1 لماذا لم يرد عذر التثبت من الحديث إلا على لسان أبي بكر ، ولم يؤكد عليه عمر ، بل لم يذكره أبدا في حيثيات حكمه ؟

2 إذا كان غرض السلطة التثبت في رواية الحديث عن النبي(ص) ، فلماذا لم تستعمل الطرق الطبيعية لتعليم الصحابة كيف يتثبتون ، فتعلن مثلا أن يحضر كل من يحفظ حديثا أو عنده شئ مكتوب من السنة، الى دار الخلافة، ثم تكلف شخصا أو هيئة للتثبت وطلب الشهود على كل حديث .

فهل خفي عليها ذلك حتى قامت بإحراق السنة وحرمت كتابتها وروايتها؟!

وقد قالت إنها استعملته في القرآن؟ أم أنها لم تكن تريد سنة النبي(ص) أصلا ، فجمعتها لكي تحرقها ! أما أنها كانت تريد الإنتقاء فتأخذ بعضها وتغيب بعضها؟!

صفحہ 405