...خالد عن أبي قلابة عن حذيفة قال: إني لأشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله...
أبو نعيم: حدثنا سعد بن أوس ، عن بلال بن يحيى قال : بلغني أن حذيفة كان يقول : ما أدرك هذا الأمر أحد من الصحابة إلا قد اشترى بعض دينه ببعض. قالوا: وأنت ؟ قال: وأنا والله ! ) انتهى .
وكما كان حذيفة من حواريي النبي صلى الله عليه وآله وموضع سره، صار بعده من خاصة شيعة علي عليه السلام وموضع سره ، وهذا يؤكد أنه لايقوم بعمل مهم إلا بأمر علي عليه السلام ، وأنه عليه السلام كان وراء حركة توحيد نسخة القرآن !
وقد اعترف الجميع أن الذي قام بدور (يا للقرآن..يا للمسلمين) هو حذيفة الذي كان حاكما على المدائن ، وقائدا لجيش الفتح في آذربيجان وأرمينية ، وقد جاء إلى المدينة خصيصا مع وفد من جيش الفتح ، شاكيا إلى عثمان طالبا حل مشكلة خطيرة داخل جيوش الفتح فاستجاب له عثمان بعد أن كانت المسألة نصف ناضجة في ذهنه ، وأصدر مرسومه التاريخي بتوحيد نسخة القرآن ، وبقي حذيفة في المدينة يواكب تدوين القرآن ، ثم قام بتنفيذ المرسوم عمليا بأمر عثمان ونفوذ حذيفة الأدبي باعتباره من خاصة أصحاب النبي عليه السلام ، وكان عليه أن يصادر المصاحف التي فيها تغيير عن المصحف العثماني ، وهي مصحف عمر الذي عند حفصة ، ومصحف أبي موسى الأشعري ، ومصحف أبي ، ومصحف ابن مسعود .
أما مصحف عمر فقد استعصت به حفصة ولم تسلمه إلى عثمان حتى توفيت ، فأخذه مروان وأحرقه .
وأما مصحف أبي بن كعب فيظهر أن عثمان أخذه من ورثته بدون مشكلة . فقد روى في كنز العمال:2/585 : ( عن محمد بن أبي بن كعب أن ناسا من أهل العراق قدموا عليه فقالوا ، إنا تحملنا إليك من العراق ، فأخرج لنا مصحف أبي ، فقال محمد قد قبضه عثمان قالوا: سبحان الله أخرجه ، قال : قد قبضه عثمان أبوعبيد في الفضائل وابن أبي داود ) انتهى .
صفحہ 210