123

وقد بلغ من تفاقم القضية وكثرة أحاديثها أن الهيثمي عقد بابا:8/214 في عدة صفحات بعنوان: باب في كرامة أصله صلى الله عليه وآله . وأورد فيه أحاديث عن طهارة آباء النبي وأمهاته صلى الله عليه وآله ، ونقل حوادث خطيرة أهان فيها القرشيون أسرة النبي صلى الله عليه وآله ! هذا وهم في حياته، وتحت قيادته في المدينة! وهم مسلمون مهاجرون أو طلقاء استحقوا القتل بالأمس في فتح مكة ، فمن عليهم النبي صلى الله عليه وآله وعفا عنهم !

قال في مجمع الزوائد:9/257: (عن عبد الرحمن بن أبي رافع أن أم هاني بنت أبي طالب خرجت متبرجة قد بدا قرطاها ، فقال لها عمر بن الخطاب: إعلمي فإن محمدا لايغني عنك شيئا ، فجاءت إلى النبي (ص)فأخبرته به فقال رسول الله (ص): مابال أقوام يزعمون أن شفاعتي لاتنال أهل بيتي؟! وإن شفاعتي تنال حا وحكم! وحا وحكم قبيلتان ). انتهى .

وفي البحار:93/219: (أن عمر قال لها: غطي قرطك فإن قرابتك من محمد لاتنفعك شيئا! فقالت له: هل رأيت لي قرطا يا ابن اللخناء! ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته بذلك وبكت...الخ.).

الإختراع القرشي.. شفاعة الضحضاح لرئيس بني هاشم !

ثم انظر كيف عالج القرشيون هذه الغضبة النبوية الصريحة والأحاديث النبوية الصحيحة في شفاعته لبني عبد المطلب، فاخترعوا لرئيسهم أبي طالب (شفاعة الضحضاح) وزعموا أن النبي صلى الله عليه وآله يشفع له فينقله الله من قعر النار إلى ضحضاح من نار يغلي منه أم دماغه !!

قال البخاري:7/203: (عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله (ص)وذكر عنده عمه أبو طالب فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه أم دماغه)!! (ورواه في:4/202 ونحوه أحمد:1/290 و295 و206 و207 و:3/9 و50و55 والحاكم:4/582 والبيهقي في البعث والنشور ص59 والذهبي في تاريخ الاسلام:1/234 وغيره وغيره) .

صفحہ 124